قلبت صحيفة “ذي نيويورك تايمز ” الأمريكية المعادلة الإعلانية لتخليد ضحايا فيروس كوفيد-19 في الولاياتالمتحدة، وحققت إنجازًا غير مسبوق في عالم الصحافة الورقية بعدمَا أفردت صفحتها الأولى من عدد يوم الأحد لقائمة أسماء 100 ألف ضحية للفيروس، وأكثر من ذلك، مع عبارات تمثل كل إسم على حدى، ويُعادل ذلك، كما هائلا من البيانات عمل عليه متخصصو الجرافيك والديسك لإنشاء قاعدة إلكترونية على الموقع الرسمي لهذه القائمة. وقالت الصحيفة الأكبر والأكثر تأثيرا في أمريكا، في افتتاحيتها ليوم الأحد، إنه عندما تقترب البلاد من الحد الكئيب، 100 ألف حالة وفاة بسبب الفيروس، لا يمكن للأرقام أن تقيس تأثير فيروس كورونا على الولاياتالمتحدة، ولا يمكن أنَّ يحدد ذلك حتى عدد المرضى الذين تعافوا، أو عدد المواطنين الذين فقدوا وظائفهم. وجاء في الإفتتاحية أنَّ الصحيفة درست تقارير الوفيات للآلاف من الناس، والتي تمثل فقط 1 بالمائة من حصيلة الضحايا، وكتبت الصحيفة في عنوان فرعي على الصفحة الأولى: “هذه ليست مجرد أسماء في القائمة، هذه القائمة نحن”. وجرى نشر أسماء وألقاب وعمر ومكان إقامة كل ضحية، ووصف موجز أو مهنة لآلاف المرضى الذين ماتوا بسبب فيروس كورونا، وعلى سبيل المثال، كتبت الصحيفة : “تيريزا إلوي، 63 عامًا، نيو أورليانز، تشتهر بعملها في صنع دبابيس وصدور مفصلة”، “فلورنسيو ألمازو موران، 65سنة، مدينة نيويورك، جيش من رجل واحد …”. وأشارت مساعدة محرر بقسم الرسومات في الصحيفة، سيمون لاندون، إلى أن الصفحة الأولى هي طريقة لإحياء ذكرى أكثر تميزا للبيانات المروعة. وقالت الصحيفة إن الصفحة نظمها باحث قام بتمشيط مصادر النعي وإعلانات الوفيات عبر الإنترنت وتجميع قائمة تضم حوالي ألف اسم، وبعد ذلك، عمل فريق من المحررين وثلاثة طلاب من خريجي الصحافة على صياغة العبارات الشخصية لكل ضحية. وذكرت التايز أنَّ مارك لاسي، محرر الصحيفة على المستوى الوطني، قد نبه توم بودكين، الرئيس التنفيذي الإبداعي لصحيفة التايمز، من أن القادم، سيكونَ إنجازًا، وقال لاسي في رسالة بريد إلكتروني: “أردت شيئًا يتطلع إليه الناس خلال 100 عام لفهم حصيلة ما نعيشه”. وحرصت الصحيفة أن لا تخطئ في نسيان أي ضحية أو تخطئ في كتابة بيانتها، وحتى عندما وقع ذلك كتبت معتذرة في تعليق تعديلي على إعلان صفتحها الأولى بموقع “فيسبوك”، في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد، إنه جرى إدراج اسم واحد بالخطأ ضمن القائمة ل100 ألف إسم، وقامت الصحيفة بتعديل المنشور ووضع النسخة المحينة من الصحيفة. وقالت سيمون لاندون، مساعدة محرر بقسم الرسومات في الصحيفة، إنها أدركت مع زملائها أنه “فيما بيننا وربما بين عامة الناس، هناك القليل من المجهود في البيانات”. وتابعت، “لا يمكن للأرقام وحدها قياس تأثير كورونا على أمريكا، سواء كان ذلك عدد المرضى الذين عولجوا أو توقفت الوظائف أو قُطعت حياتهم، ومع اقتراب البلاد من علامة فارقة قدرها 100000 حالة وفاة يقضى ترامب يومه فى لعب الجولف في ناديه في فيرجينيا”.