ذكرت مصادر منظمة أرباب العمل في تونس، أن وفدا من رجال الأعمال التونسيين سيزور ليبيا خلال هذا الأسبوع ليبحث مع المسؤولين الليبيين وكذا مع ممثلي قطاع الأعمال في هذا البلد سبل تطوير التعاون الاقتصادي بين البلدين وإعادة تنشيط المقالات التونسية التي توقف نشاطها في ليبيا بسبب الحرب. وتحضيرا لهذه الزيارة عقدت مؤخرا وداد بوشماوي، رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، الذي يضم في عضويته نحو 20 ألف مقاولة، اجتماعا مع رؤساء الجامعات القطاعية التابعة للاتحاد، خصص لتدارس سبل دعم التعاون بين المقاولات التونسية ونظيراتها الليبية خلال الفترة المقبلة. وذكرت مصادر الاتحاد أن وفد رجال الأعمال التونسيين سيبحث في طرابلس مع الفاعلين الاقتصاديين الليبيين سبل "تطوير الشراكة" بين الجانبين. وقد كان للشهور السبعة التي استغرقتها الحرب في ليبيا بين المعارضة ونظام القذافي، انعكاسات سلبية على الاقتصاد التونسي، سواء على مستوى تراجع التبادل التجاري بين البلدين، او بالنسبة لتوقف العديد من المقاولات التونسية التي تنشط في ليبيا، وكذلك الأمر بالنسبة لتراجع مداخل العمالة التونسية المقيمة في هذا البلد، والتي يقدر عددها بنحو 100 ألف نسمة. وقبل اندلاع الحرب في ليبيا كان حجم المبادلات التجارية بين البلدين يقدر بنحو 25ر1 مليار دولار، حسب بيانات البنك الافريقي للتنمية، الذي يتخذ من تونس مقرا مؤقتا له، حيث تراجعت الصادرات باتجاه ليبيا بنسبة 34 في المائة، فيما تقلصت الواردات بنحو 95 في المائة خلال الشهور الأولى من السنة الجارية. وتعول الأوساط الاقتصادية والرسمية التونسية على ليبيا، ما بعد نظام القذافي، في مرحلة إعادة البناء، من أجل استيعاب نحو 200 ألف من اليد العاملة المدربة، طبقا لمصادر تونسية متطابقة. كما تشكل قطاعات الخدمات المقاولات العامة والمرافق الصحية والسياحة، أهم المجالات التي يأخذ فيها التعاون التونسي الليبي بعدا كبيرا. وكانت تونس، التي اعترفت بالمجلس الانتقالي في ليبيا في العشرين من غشت الأخير، قد سارعت إلى فتح مكتب تجاري لها في بنغازي في شهر يونيو الماضي.