. معتقلو تازمامارت السابقين يحتجون أمام البرلمان . مراكش بريس نظم معتقلو تازمامارات وقفة احتجاجية صامتة ، مساء الجمعة الفارطة بتنسيق مه الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان، حيث لايزال عددهم فقط اثنان وعشرون شخصا، واحد وعشرون منهم يعيشون في المغرب، والثاني والعشرون هاجر للإستقرار في أحدى مدن الولاياتالمتحدةالأمريكية. هذا، وقد عرفت الوقفة، مشاركة العديد من الوجوه ممن قضّوا سنوات طوال داخل أقبية تازمامارت أحد أشهر المعتقلات السرّية بالمغرب، مطالبين بتسوية كل القضايا المتعلقة بملفاتهم؛ بعدما كان عددهم غداة مغادرتهم للمعتقل المذكور سبعة وعشرين، قبل أن يرحل خمسة منهم إلى دار الخلود . إلى ذلك، فقد شارك في الوقفة المعنية، أمام مقر البرلمان بالرباط ، بعض المعتقلين السابقين ممن سمحت لهم ظروفهم الصحية بالقدوم، تتقدّمهم لافتات، يطالبون من خلالها المجلسَ الوطني لحقوق الإنسان بتسويةٍ عادلة وفورية وشاملة لكل القضايا المتعلقة بملف تازمامارت، ويندّدون ب"العراقيل والتسويفات وكل أشكال التهميش التي طالت ملفهم، ويستنكرون "اللامبالاة إزاء وضعية مركز الاعتقال السابق والمقبرة التي تأوي رفات 32 من ضحاياه، بدون هوية ولا شاهد، في انتهاك صارخ لشعور أسرهم". ويطالب "ضحايا تازمامارت"، بالإدماج الاجتماعي، وتفعيل توصيات هيأة الإنصاف والمصالحة، وردّ الاعتبار لمعتقل تازمامارت؛ في هذا الصدد قال المرزوقي إنّ المغرب "استفاد من أموال طائلة على ظهرونا"، كمنح من الاتحاد الأوربي، لصيانة المعتقل، وإقامة متحف، "لكن شيئا من ذلك لم يتحقق". وذكرأحمد المرزوقي، المعتقل السابق في تازمامارت، صاحب مُؤَلَّف "الزنزانة رقم 10″، في تصريح ل مراسل "مراكش بريس" في الرباط ، أنّ الوقفة تأتي "بعد عدد من الوعود الكاذبة التي تلقّيناها، منذ خروجنا من المعتقل السرّي قبل ثلاث وعشرين سنة، ولم يتحقّق منها شيء"، وأضاف أنّ لجنة التعويض التي تشكّلت، "قدّمت أرقاما كبيرة تجانب الصواب، كما لو ليؤلبوا الناس علينا، رغمَ أنّ التعويضات التي حصل عليها الضحايا بالكادّ أسعفتهم في اقتناء بيوت ومعالجة أنفسهم من الأمراض المزمنة التي نخرت أجسادهم على مرّ سنوات الاعتقال داخل أقبية تازمامارت". وشدد المرزوقي على أن الظروف التي تلتْ مرحلة الإفراج عنهم قائلا، "كانوا يعطوننا خمسة آلاف درهم شهريا، قبل أن يحرمونا منها بدون مبرر، وبدون سابق إعلام، خلال سنة 2001، وتركونا نعيش عيشة الكفاف، بكل ما للكلمة من معنى، بينما مات خمسة منّا في ظل التهميش والاقصاء، فيما تعاني الأغلبية الساحقة من الذين ما يزالون على قيد الحياة من أمراض مزمنة". كما انتقد المرزوقي المجلس الوطني لحقوق الإنسان، قائلا إنّ المعتقلين السياسيين السابقين تعاملوا مع المجلس بكلّ أريحيّة، وشرحوا لهم كل شيء عن المرحلة التي قضوها هناك ، مضيفا "وملْي قضاوْ بنا الغرض لاحونا". من جهته قال أحمد ويحمان، إنّ المسؤولين غير جادّين في تعاطيهم مع ملف معتقلي تازمامارت، وليست هناك إرادة سياسية لطيّ هذا الملف، وأضاف ويحمان أنّ السلطات تتماطل في تسوية الشق الاجتماعي المتعلق بالضحايا، ولم تنفذ توصيات هيأة الإنصاف والمصالحة، "التي كانت من أهمّ الانجازات التي كان يفتخر بها إدريس بنزكري، الذي اعتبر التوصيات أرضية أوّلية لاستمرارية النضال لتسوية هذا الملف، وهذا دليل ومؤشر على أن هناك تراجعا ونكوصا، وانتكاسة لتجربة الإنصاف والمصالحة"، يقول ويحمان.