بات بشكل شبه مؤكد إجراء عملية تنقيلات واسعة في صفوف رجال السلطة بالعديد من المدن المغربية في الأسابيع القليلة المقبلة. وأشارت العديد من وسائل الإعلام مؤخرا أن هذه العملية ستشمل تنقيل مجموعة من القياد والباشوات والكتاب العامون بالعمالات والأقاليم الشمالية وخاصة بمدن إقليمتطوان وعمالة المضيقالفنيدق. وذكرت هذه المصادر أن باشا مدينة ساحلية بعمالة المضيقالفنيدق يوجد على رأس لائحة التنقيلات إضافة إلى قواد من مدن الفنيدق ومرتيل. ويبدو أن المدينة الساحلية التي يتحدث عنها لن تكون سوى مدينة المضيق التي قضى بها الباشا الموجود حاليا قرابة الست سنوات دون أن تشمله عمليات التنقيل السابقة. وكانت الكثير من التكهنات تشير في وقت سابق أن الباشا الحالي سيتم ترحيله بالنظر لطول المدة التي قضاها بالمضيق إضافة إلى “الصراعات” التي نشبت بينه وبين رئيس جماعة المضيق منذ أكثر من ثلاث سنوات. كما أن الزيارات التي يقوم بها والي جهة طنجةتطوانالحسيمة إلى ساحل المضيقالفنيدق كشفت عن وجود مجموعة من الاختلالات في تدبير شؤون مدينة المضيق وخاصة انتشار مظاهر البناء العشوائي ببعض الأحياء وفشل التعاطي مع ظاهرة الباعة الجائلين وتدبير الاستعدادات المرتبطة بالموسم الصيفي في بعض النقط التي يشرف عليها باشا المدينة. من جهة أخرى، ربطت مصادر عليمة قرب مغادرة الباشا بالصراعات الثنائية بينه وبين رئيس الجماعة الترابية للمضيق والتي وصلت في كثير من الأحيان إلى حد القطيعة، وهو ما أعاق في كثير من الأحيان، بحسب متتبعين، إنجاز مجموعة من التدابير الميدانية التي تحتاج إلى التنسيق والتعاون المشترك. وكانت محطة الانتخابات الجماعية الماضية والانتخابات التشريعية الجزئية التي عرفتها دائرة المضيقالفنيدق خلقت حالة من الاحتقان الحاد بين الرجلين، خصوصا وأن رئيس الجماعة، الفائز بالمقعد البرلماني قبل سنتين، “تضايق” بشكل كبير من تدبير الباشا لهذه المحطة الانتخابية واتهمه بالحياد السلبي و”محاباة” مرشحين أخرين. كما أن النزاع الحاد في تدبير ملفات البناء وتنازع الاختصاصات أحيانا ساهم في تأجيج الصراع بينهما.