أفادت جريدة "الصباح" أن ابتدائية تطوان، شرعت أخيرا، في محاكمة أحد مروجي المخدرات الذي ظل بعيدا عن أيدي العدالة لمدة قاربت سبع سنوات، قبل أن تقود "الصدفة" إلى إيقافه وبحوزته كمية مهمة من المخدرات، إذ أظهرت عملية تنقيطه أنه مبحوث عنه بمقتضى مذكرة بحث وطنية على ذمة قضية تتعلق بترويج المخدرات القوية. وكشفت التحقيقات التي تمت مباشرتها في هذا الملف، جسب "الصباح" أن المتهم الرئيسي صرح أن المخدرات التي تم حجزها لديه تعود إلى ابن أحد البارونات المعروف بلقب (ح د الرمل)، غير أن التحقيقات لم تبلغ مداها بخصوص تشخيص الهوية الحقيقية للبارون المشهور بهذه المنطقة، قبل تقديمه أمام النيابة العامة، الأحد الماضي. ووفق "الصباح" فإن الضابطة القضائية التابعة للدرك الملكي بالفنيدق أشرفت على إنجاز المسطرة المتعقلة بها، حيث توصلت وحدة تابعة للدرك الملكي بإخبار، الجمعة الماضي، عندما كانت تؤمن عملية مرور موكب للدراجات الهوائية الجبلية من مركز جماعة وقيادة العليين التابعة لعمالة المضيقالفنيدق، أفاد أن أحد الأشخاص في حالة سكر متقدمة يثير الضوضاء بالمنطقة، ويتعلق الأمر ب "يوسف.أ" الذي كان موضوع مذكرة بحث وطنية صادرة عن الأمن الوطني. واستنادا إلى الجريدة وبحضور عدد من عناصر الدرك تم الانتقال إلى مكان عربدة المعني، الذي غادر هذا الفضاء، والاستفسار عن منزله تم التوصل إلى انه يوجد ب "دوار عين اللبن"، وبعد أن تم طلب الدعم لتنفيذ التدخل تحسبا لأي انفلات، عند الوصول إلى المنزل المقصود، كان الشخص المعني في وضعية غير عادية لا يستطيع الوقوف، إذ ظل يتمايل في مشيته ويصرخ بأعلى صوته ويتفوه بكلمات غير مفهومة بمدخل المنزل حيث كانت تتوقف دراجتان ناريتان، وعند محاولة عناصر الدرك إيقافه أبدى مقاومة شديدة، إلا أنها تمكنت من شل حركته وتصفيده. وأضافت "الصباح" أنه بتنقيط الموقوف، بتنسيق مع مصلحة التنقيط التابعة للأمن الوطني التي زودت عناصر الدرك بهويته وصوره الفوتوغرافية التي كانت مطابقة لأوصافه، ثبت أنه مبحوث عنه من أجل ترويج المخدرات بموجب برقية صادرة منذ ماي 2017. و تسببت الجلبة التي أحدثها الموقوف أثناء محاولة إيقافه، في خروج والده من منزل مجاور، لكن عملية بحث بسيطة، جعلت أعين عناصر الدرك الملكي تقع على كيس بلاستكي مشبوه كان موضوعا بمدخل باب المنزل، وكشفت عملية تفتيش المستور بعد العثور بداخله على عدد من الكبسولات من مخدر الشيرا الملفوفة بالبلاستيك، الأمر الذي أثار شكوك عناصر الدرك مفترضة وجود كميات أخرى داخل المنزل. وحسب "الصباح"، فإن حدس الدركيين لم يخب، إذ مكنت عملية تفتيش منزل الموقوف الذي تم وضعه داخل سيارة المصلحة، بحضور والده، من العثور بالمطبخ على ثلاثة أكياس بها مخدر الشيرا عبارة عن صفائح وكمية أخرى معدة على شكل كبسولات، إذ وصلت الكمية المحجوزة إلى 79 كيلوغراما من الشيرا. وبأمر من النيابة العامة، تم وضع ثلاثة أشخاص رهن الحراسة النظرية، فيما تم إيداع الرابع مصلحة المستعجلات بمستشفى الفنيدق، بعد أن ثبت أنه يعاني داء السكري، إذ خضع للتحليلات الطبية اللازمة وكذا لمواكبة طبية منحته العناية إلى أن تم إبعاد الخطر عنه، ليتم إطلاق سراحه، بعد ثبوت أنه غير متورط في النشاط غير المشروع المنسوب للشخص الذي كان يوجد في بيته، وأظهرت التحريات أن الأشخاص الموقوفين كانوا يحضرون حفل زفاف قريب لهم بالمنطقة، قبل أن تنتهي تلك الاحتفالات بالعربدة التي تسبب فيها المتهم الرئيسي الذي كان تحت تأثير المخدرات والكحول. وعلى طاولة كانت ببهو المنزل تم العثور على رزمة بلاستيكية صغيرة بيضاء، أثبتت الأبحاث أن بها مخدر الكوكايين، إضافة إلى ميزان صغير كان يتم قياس الكميات التي يتم ترويجها من المخدرات الصلبة. وعند مواصلة البحث تم اكتشاف وجود ثلاثة أشخاص أحدهم يسمى "م.ب" والثاني "ح.ش.د" والثالث يدعى "ع.خ"، حاولوا نفي أي علاقة لهم بنشاط ترويج المخدرات . وبينت التحريات أن العربدة التي تسبب فيها الشخص الذي ثبت أنه مروج للمخدرات، وأنه مبحوث عنه بمقتضى تحقيقات كانت عناصر الأمن قد باشرتها قبل حوالي سبع سنوات في مسطرة أوقفت خلالها مروجين "للقرقوبي"، أفاد أحدهما المحققين أنه يتزود بها من الموقوف المسمى "يوسف.أ"، الذي لجأ إلى منطقة تقع بنفوذ جماعة وقيادة العليين بعد أن علم أن الأبحاث جارية لإيقافه بعد تورطه في ترويج المخدرات بمختلف أصنافها، قبل أن تقود الصدفة من جديد إلى إيقافه متلبسا بالتحوز على كمية من الشيرا التي كان يضعها بمنزل اتخذه مستقرا له بعدما غادر نفوذ الأمن الوطني بالفنيدق فرارا من المتابعة.