عرفت حالات الانتحار تزايدا نتيجة تدني الأوضاع الاجتماعية للضحايا حيث سجلت حالتان خلال الأسبوع الماضي بكل من أكادير وتزنيت ويتعلق الأمر برجلين في سن الخمسين متزوجين ولهما أطفال، الأول قتل زوجته قبل أن ينتحر والآخر عثر عليه مشنوقا بمنزله. وربط علمي الشعباني الباحث في علم الاجتماع تزايد حجم الظاهرة بالفقر والبطالة وغياب ظروف العيش الكريم للعديد من الأسر مما يدفع بأرباب الأسر إلى الانتحار هربا من مواجهة تدني الأوضاع الاجتماعية ، مضيفا في اتصال هاتفي ل"رسالة الأمة " أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية تغذي بشكل مباشر ظاهرة الانتحار، علاوة على ضعف الوازع الديني . وأوضح الشعباني، أن التصدي للظاهرة رهين بالإسراع بمباشرة الإصلاحات في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، قائلا إن الإصلاحات هي الكفيلة بالتقليص من هذه الظاهرة . وعلى المستوى النفسي، أكد الاستناد هشام العفو باحث استشاري في علم النفس المرضي والعلوم العصبية بالمحمدية، أن إعطاء أي تقييم لهذه الظاهرة، يجب أن يصدر عن إحصاءات وصفية واستدلالية بأرقام ومعدلات واضحة، مشيرا في اتصال هاتفي أجرته معه "رسالة الأمة " إلى أن غياب مراكز متخصصة بشكل أكاديمي تعمل وفق مناهج علمية في الإحصاء يجعل الأمر صعبا، مما يجعل المجتمع يعتمد غالبا على أرقام الصحف والمجلات وتحليل الإعلام وبعض المراكز التي تفتقر للأدوات العلمية والخبرة في الدراسة، لكن من جهة أخرى يمكن الاعتماد على الملاحظة اليومية وجمع المعطيات، وتدقيقها بناء على عدد الشكايات المقدمة، ثم استنتاج الوضع من الحوادث التي تقع في بلدنا. وبخصوص العلاج أوضح الباحث الاستشاري في علم النفس المرضي والعلوم العصبية بالمحمدية أن لكل داء دواء، وأن المرض النفسي له أساليب علاجية متعددة ، لكن التأخر في علاج هذه الأمراض النفسية يحولها إلى حالات واضطرابات عقلية وذهنية يصعب معها العلاج، ولا ننكر أن المغرب لازال متأخرا على مستوى التوعية النفسية، بل حتى المجتمع لازال متحفظا بشكل ما على التعاطي للعلاج النفسي، لكن هذا لا يمنع القول إن أهمية العلاج النفسي بكل مرجعياته وتقنياته وأصنافه لا يغير من الوضع شيئا، بعلم النفس الوقائي، وهو التخصص الذي يعتمد على التحفيز والدعم والمصاحبة النفسية من أجل تطوير شخصية الفرد وتعزيز تماسكها وتوازنها الداخلي من منظور علم النفس .