أكد الإعلامي المكسيكي، عمر سيبييدا كاسترو، أن ما يروج حول الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية من صور وأخبار زائفة يعد من الأمثلة الواضحة على التضليل الإعلامي، مبرزا أن "الكثير من الأكاذيب تنسج من قبل أطراف مسلحة ومدعومة، غارقة في إخفاقاتها الذاتية، وأسيرة لإيديولوجيات متجاوزة"، مشددا على أن هذه الأكاذيب "تهدف إلى خلق أجواء من العنف وعدم الاستقرار، في حين أن الواقع على الأرض يقول عكس ذلك تماما"، مضيفا "وهذا ما نراه اليوم في مدينة الداخلة". وجاءت تصريحات الصحافي المكسيكي خلال مشاركته، اليوم السبت بمدينة الداخلة، في ندوة دولية منظمة من قبل اللجنة المؤقتة لتسيير قطاع الصحافة والنشر، حول موضوع "التكامل بين صحافة الجودة والتربية على الإعلام"، بحضور صحافيين وخبراء في الإعلام من أوروبا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا والعالم العربي. سيبييدا، الذي يعد من الإذاعيين البارزين في المكسيك، نبه إلى خطورة الصور النمطية، معتبرا إياها "من أبرز سمات الطبيعة البشرية التي تسببت في أضرار جسيمة لمجتمعاتنا". وتوقف سيبييدا عند بعض النماذج التي تواجهها المكسيك، قائلا: "نواجه باستمرار الصور النمطية، من قبيل المكسيكي السمين، ذو القبعة العريضة والشارب الطويل، والنائم تحت شجرة الصبار"، مردفا أن "الكثير من الناس من مختلف أنحاء العالم، ممن يخططون لزيارة المكسيك، يسألون بقلق: حين أصل إلى مطار العاصمة، وأخرج إلى الشارع، هل سأواجه إطلاق نار؟" وفي هذا الإطار، أكد الصحافي المكسيكي أن بلاده، رغم التحديات البنيوية المرتبطة بالجريمة المنظمة، "تعد واحدة من أكثر عشرة بلدان يزار في العالم، وهي على وشك تنظيم كأس العالم لكرة القدم للمرة الثالثة، بينما أصبحت مدينة مكسيكو وجهة رائجة بفضل مطاعمها ومتاحفها. وتابع مستعرضا مواقف شخصية عايشها في أوروبا، قائلا: "كنت أقول للناس إنني من المكسيك، واسمي عمر، كما في عمر الخيام، لكنهم لم يصدقوا، وكانوا يقولون إنني عربي، وهو أمر كان يسعدني في هذه الحالة". وأكد سيبييدا أن أفضل وسيلة لتفكيك هذه الصور النمطية هي السفر، والسير في شوارع العالم، والحديث مع الناس دون أحكام مسبقة أو أقنعة، منبها إلى أن أن "شبكات التواصل الاجتماعي، القائمة على الفورية، ساهمت في إبعاد الناس عن عمق الأشياء، ودفعت إلى ما يعرف اليوم بهوس المعلومات، حيث تحول العالم إلى معلومات مفرغة. وحذر الصحافي المكسيكي في ختام تدخله من الانتشار الواسع للمعلومات الزائفة والمضللة، التي وصفها بأنها "من أخطر التهديدات التي يستخدمها مروجو الكراهية والعنف"، داعيا الصحافيين إلى امتلاك القدرة على كسر منظومات التضليل، والاضطلاع بمهمتهم في نقل الأحداث الجوهرية بصدق وتجرد.