عندما تلتقي الأفكار الجيدة مع المواقف الإيجابية فإن السبيل يكون واضحا لتحقيق حياة جيدة وإيجابية. وعندما تلتقي الثقافة بمعناها الواضح النبيل مع السياسة بمعناها الواسع الجليل لا الضيق العليل، فإن النتيجة الحتمية تكون بانبعاث مجتمع حرّ ومتحرك وحاضر بتفكيره الجماعي المنظّم. مجتمع تتجسّد فيه آفاق التناغم بين الفكر والإبداع وتتّضح فيه حدود التوازن بين الحقوق والواجبات. على هذا الأساس، التقت أفكار مجموعة من أفراد المجتمع المغربي المرتبطين اجتماعيا وثقافيا بجهة طنجةتطوان حول أرضية مشتركة فاتخذت موقفها بالانخراط والاشتغال في جمعية النقد الذاتي لجهة طنجةتطوان كهيئة موحدة و مستقلة عن المنظمات السياسية والنقابية وكهيئة مقتنعة بمشروع تنموي وثقافي هدفه الأسمى تخليق الحياة السياسية العامة قصد الرقي ببلادنا إن شاء الخالق. فجمعية النقد الذاتي تعتمد في منهجية عملها على قيم الابتكار والإبداع والتميّز والواقعية والمصداقية من أجل الإسهام بإيجابية في تأهيل المواطن المغربي بجهة طنجةتطوان سياسيا وحثه على المشاركة بشكل فعال ومؤثر في بناء المؤسسات الديمقراطية بما يخدم مصلحة الفرد والمجتمع. في هذا الإطار، تنظم جمعية النقد الذاتي لجهة طنجةتطوان بشراكة مع المديرية الجهوية لوزارة الثقافة لجهة طنجةتطوان السلسلة الأولى للأوراش السياسية المفتوحة تحت عنوان " السياسة كما أراها". هذا النشاط سيقسم إلى أربعة أوراش عمل ، إذ كل مشارك سيختار المساهمة في إغناء و مناقشة إحدى الأوراش التالية : " هل الديموقراطية هي الحل؟"، " الممارسة السياسية: من الفرد إلى المجتمع"، " العمل السياسي بين التنظير و الممارسة"، " علاقة المواطن بالأحزاب السياسية". تهدف سلسلة الأوراش السياسية المفتوحة إلى خلق جسور التواصل السياسي بين مختلف فعاليات المجتمع عبر ترسيخ ثقافة الحوار التشاركي العميق و الهادف عن طريق خلق ورش عمل ديناميكي و تفاعلي بين مختلف شرائح المجتمع من مثقفين و أطر و شباب و نساء و مجتمع مدني و سياسيين و ذلك من أجل مناقشة صريحة و عفوية لتشخيص و فهم الواقع السياسي كما يراه مختلف المشاركين في هذا الورش بتنوعهم الثقافي و الاجتماعي و النوعي و العمري و ذلك بغية وضع خطة عمل استراتيجية لتقريب السياسة من المواطنين و كذا تحسيسهم بأهمية المشاركة الفعلية فيها. كما أن هذا الملتقى هو ترجمة فعلية لرغبة المنظمين في التعريف و التحسيس بأهمية و دور السياسة في تنمية الجهة و الساكنة على حد سواء و كيف أن النقاش السياسي الهادف و الهادئ يمكنه أن يتحول إلى تمرين بيداغوجي يومي لفهم بعضنا البعض رغم مكوناتنا المتناقضة أحيانا و المنسجمة أحيانا أخرى و كذا لترسيخ و تعزيز ثقافة الحوار و الاختلاف كركيزة من ركائز الممارسة الديمقراطية. فسلسلة الأوراش السياسية المفتوحة بنسختها الأولى تحت عنوان " السياسة كما أراها" تخاطب مختلف فئات المجتمع و تتعمد مشاركتهم و إشراكهم فعليا نابذة الأسلوب الكلاسيكي المبني على المحاضر/الأستاذ و المتلقي/التلميذ. ففي عالم السياسة كثيرا ما تختلط الأدوار و تتلاقى بين التلميذ و الأستاذ.