بات مصير توجه إسبانيا لتفويت مسرح "سيرفانتيس" بمدينة طنجة إلى السلطات المغربية، أكثر غموضا، بسبب تخوفات من سوء تدبير عملية ترميمه، على غرار ما حصل مع مجموعة من المآثر للتريخية في للمدينة، التي رسم بشأنها تقرير إسباني صدر مؤخر، صورة في قمة السوداوية. وقدم التقرير الذي تلقاه مسؤولون اسبان بشأن المآثر التاريخية في طنجة، صورة سلبية عن طريقة تدبير الترميم التي خضعت لها هذه المآثر، خاصة فيما يتعلق ب"فيلا هاريس" وقصر "بيرديكاريس"، الذين طالتهما أخطاء وخروقات في عمليات الترميم. وحسب التقرير، فإن الأشغال التي خضعت لها هذه المآثر، تجاوزت عمليات الترميم والاصلاح إلى عمليات هدم وإعادة بناء، ما أفقدها الكثير من خصوصياتها. ويرى مراقبون، أن من شأن هذه المعطيات التي توصلت بها الجهات المسؤولة في إسبانيا، أن تتسبب في تعثر توجه مدريد إلى تفويت مسرح "سيرفانتيس"، إلى السلطات المغربية، تفاديا إلى تعريضه لمصير مشابه لبقية المآثر التاريخية الأخرى في طنجة، التي طالتها عمليات إصلاح وترميم على نحو "غير سليم". تجدر الاشارة إلى أن مسرح سيرفانتيس الذي بني في 1913م من طرف مهاجرين اسبان، كان يعد لسنوات طويلة أكبر مسرح في قارة افريقيا بقدرة على استيعاب 1400 شخص، وهو من البنايات الثقافية الشهيرة في طنجة التي مر على وجودها أزيد من قرن من الزمن. وقد تعرض المسرح للإهمال بعد سنوات من نهاية العهد الدولي لمدينة طنجة سنة 1958م، ليبقى عرضة للتساقط وانهيار بعض اجزائه، قبل أن ينادي العديد من المثقفين بطنجة واسبانيا في السنوات الاخيرة بضرورة احياء هذه المعلمة مجددا.