أكد الأمريكي المغربي سيمون السرفاتي، أستاذ العلاقات الخارجية الأمريكية بجامعة أولد دومينيون في فيرجينيا، أن المغرب يعد بمثابة وسيط فعال في حل النزاعات الدولية. جاء ذلك خلال لقاء نظمه رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج في إطار فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء في دورته ال26، حول رؤية وتصور وحضور المغرب على الساحة الدولية. وقال السرفاتي إن المملكة المغربية "سائرة نحو تحقيق أهدافها لأنها تتوفر على دبلوماسية فعالة منذ عشرين سنة ليس فقط على مستوى إفريقيا، وإنما في فضاءات أخرى غربية"، مؤكدا أن المغرب "يقدم بالتالي نموذجا للحليف والشريك المستقر الذي تمكن من الاضطلاع بثلاث أدور أساسية تهم الوساطة والتجميع والمستوى الأمني". وحسب السرفاتي، الذي نقل الموقع الإلكتروني لمجلس الجالية المغربية بالخارج مضامين مداخلته، فإن المغرب يضطلع بدور الوسيط "لأننا في حاجة إلى دول يمكنها القطع مع النزاعات، على اعتبار أن المغرب ينهج سياسة حالت بينه وبين السقوط في الهوة الجيو-استراتيجية". وأكد السرفاتي أنه في عصر يتسم بالقطائع، يعد المغرب من ضمن الفاعلين الذين يحظون بالاحترام والمطلوبين على مستوى المنتظم الأممي، مشيرا إلى أنه "منذ يونيو 2004، اختارته الولاياتالمتحدةالأمريكية حليفا رئيسيا من خارج حلف شمال الأطلسي. وفي سنة 2008، تم منحه وضعا متقدما في علاقاته مع الاتحاد الأوروبي، وفي سنة 2009، انضمت المملكة بمركز شمال-جنوب لمجلس أوروبا". من جهة أخرى، قال سيمون السرفاتي، المواطن الأمريكي منذ سنة 1965، إنه يعيش "مغربيته" على نحو جيد باعتبارها انتماء لبلد يشكل الاستثناء. ويوضح أن المملكة سلكت "دربا ذا مصداقية ومتسما بالاعتدال بين الدول العربية". من جهته، قال الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، إن محاضرة البروفيسور سيمون السرفاتي ستكون قد فتحت "للمجلس آفاق جديدة للتفكير بخصوص مكانة المغرب في العالم وقدرته على الإشعاع عبر أفراد جاليته". وحسب بوصوف، فإن مغرب الغد يتعين أن "يجرؤ على المراهنة على البعد الروحي والثقافي في الوساطة في النزاعات الدولية"، وهو دور يجب تطويره عبر "سياسات عمومية لم تتم بعد بلورتها". وحسب المصدر ذاته، فإن الصور المتألقة للقاء جلالة الملك محمد السادس مع بابا الفاتيكان، والاحتفاء الذي تبديه الشعوب الإفريقية الشقيقة خلال الزيارات الميمونة لجلالته عبر دول القارة، تشكل رسائل أمل بغد أفضل يفعل فيه المغرب قدراته في مجال الوساطة والتقريب. وتم خلال هذا اللقاء تكريم مجلس الجالية المغربية بالخارج للبروفيسور سيمون سرفاتي الذي عبر بهذه المناسبة عن سعادته بهذا الاعتراف الذي يؤكد الكرم والقيم المغربية التي ساعدته في النجاح في مساره العلمي والمهني. وفي هذا الصدد، قال بوصوف إن سيمون السرفاتي يمثل نموذجا يحتذى في الارتباط بالوطن الأم والدفاع عنه في المحافل الدولية، كما يعكس أهمية وغنى الرافد اليهودي في الهوية المغربية، مستحضرا مساهمات المغاربة من معتنقي الديانة اليهودية في فرنسا في بناء مسجد ستراسبورغ تعبيرا عن حبهم للمغرب.