تباشر مصالح أمن الدارالبيضاء تحريات أمنية حول بعض مالكي مقاهي "الشيشة"، وذلك على خلفية الاشتباه في تورطهم في شبكات لتبييض الأموال، واتخاذ هذا النوع من النشاط غطاء لذلك. وأوضحت جريدة الخبر استنادا إلى مصدر لها، أن المداهمات الأخيرة، التي تمت خلال أربع أيام الأخيرة، كشفت معطيات مهمة عن بعض الأشخاص المشتبه فيهم، حيث تبين خلال الفخامة والبذخ اللامتناهي لفضاءات المقاهي التي يمتلكونها، أن الأمر يتعدى أن يكون نشاطا تجاريا عاديا.
وفي السياق ذاته أشارت الجريد، استنادا إلى ذات المصادر، أن المصالح الأمنية حجزت من خلال مداهمة بعض هذه المقاهي العشرات من النرجيلات الفاخرة المصنوعة من زجاج الكريستال، والتي تتعدى قيمة الواحدة منها 1500 درهم، كما عاينت العناصر الأمنية زخرفات ونقوش من معادن الفضة والنحاس رصعت بها أثاثها من الكراسي والطاولات، بل حتى جدارتها في بعض الأحيان، إلى جانب ضبط عدد من الأدوات الباهظة الثمن المستعملة في تأثيث المكان.
وأضاف المصدر ذاته، أن من بين المقاهي، التي كانت سببا في مباشرة المصالح الأمنية لهذه التحريات مقهى معروف بشارع المقاومة، تمت مداهمته أول أمس الأربعاء من قبل العناصر الأمنية التابعة لدائرة السور الجديد.
وكشف المصدر ذاته وفقا للجريدة أن حصيلة الحملة خلال الأربعة أيام الأخيرة، ابتداء من نهاية الأسبوع الماضي وإلى حدود أول أمس الأربعاء، أسفرت عن مداهمة 16 مقهى للشيشة بقطاعات درب عمر وبنجدية ورحال المسكيني، بالإضافة إلى المعاريف وسط المدينة القديمة بالدارالبيضاء.
وأوقفت مصالح الامن خلال هذه المداهمات ما يقارب 340 شخصا، بينهم 15 مجرما مبحوثا عنه في قضايا مختلفة، كما حجزت خلالها قرابة 30 كيلو غراما من المعسل المهرب إلى جانب ما يفوق 540 نرجيلة.
وأدت المداهمات إلى فرار عدد من أرباب مقاهي "الشيشة" إلى وجهات مجهولة، تاركين المسيرين في مواجهة رجال الأمن، كما أن عددا منهم تبين من خلال تنقيطه بأنه من ذوي السوابق القضائية أو مبحوث عنه.
وذكرت المصادر ذاتها، تضيف الجريدة، أن تضييق الخناق على أصحاب هذا النوع من النشاط جعل البعض منهم إلى ابتكار أساليب جديدة للإفلات من قبضة رجال الأمن، حيث يعمدون إلى تقديم خدماتهم لزبنائهم في سرية تامة، بترك أبواب المقاهي مغلقة طيلة أوقات العمل، ويتم السماح للزبناء بولوجها من الأبواب الخلفية، علما أنهم ينتقون بعناية زبنائهم، تفاديا لوصول أية إخبارية للأمن.