الموضوع الذي اختاره هورست كوهلر لمناقشته صباح اليوم في إطار الطاولة المستديرة، التي انطلقت امس الاربعاء، يتمحور حول "فرص وتحديات التكامل الإقليمي". اختيار هذا الموضوع لفتح شهية الاطراف الأربعة المشاركة في الطاولة المستديرة، له دلالات كبيرة ترتبط أساسا بتحديات ورهانات أكبر من "تقرير المصير"، الذي تتشبث به الجزائر ودميتها البوليساريو، ومن تم خلق كيان قزم لن يعمل إلا على تكريس التشتت والأنقسام الذي تعرفه المنطقة.. ولم يكن اعتباطا ان تختار الاممالمتحدة مناقشة هذا الموضوع، قبل الانتقال إلى مناقشة موضوع آخر يتعلق ب"المراحل المقبلة للعملية السياسية في الصحراء"، إذ أن هذه الآفاق المستقبلية لن يتم استشرافها إلا بالجواب على التحديات التي تعترض التكامل الاقليمي وكذا البحث عن الفرص المساعدة على هذا التكامل.. ومن خلال طرح هذا الإشكال لمناقشته من طرف الاطراف الاربعة المشاركة في الطاولة المستديرة، فإن هورست كوهلر، ومن خلاله الاممالمتحدة، يريد أن يبعث برسالة واضحة إلى الجزائر والبوليساريو ويفهمهما بأن اسطوانة "تقرير المصير" وخلق "جمهورية وهمية بالمنطقة"، لن يعمل إلا على تمزيق المنطقة وتكريس تشتتها وهو ما يشكل خطرا على شعوب المنطقة في ظل ما تواجهه الدول المغاربية من تحديات أمنية بسبب الاخطار المحدقة بها، مع انتشار الشبكات الاجرامية المتاجرة بالسلاح والبشر والمخدرات، وكذا الجماعات المتطرفة التي تتربص باستقرار وامن المنطقة.. ويبقى الحل الواقعي والقابل للتحقق، حسب ما يمكن ان يُستشف من هذه نقاشات الطاولة المستديرة، هو الحل السياسي المتوافق عليه كما تدعو إلى ذلك الاممالمتحدة والذي يتمثل في مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب وسانده وأشاد به المنتظم الدولي.. تلك كانت بعض التأويلات الممكنة في انتظار ما سيكشف عنه كوهلر خلال الندوة الصحفية المنتظر عقدها على الساعة الخامسة من مساء اليوم..