بقلم عبد الله أفتات أعلنت السلطات الأمنية بطنجة عبر "تسريبات" صحفية لمواقع إلكترونية بعينها وصحف بذاتها عن قيامها بعدد من حملات أمنية تمشيطية منذ قدوم والي الأمن الجديد عبد الله بلحفيظ، همت أساسا الحملة الأخيرة على حومة ما يعرف ب"زنقة الشياطين" التي حاولت وسائل الإعلام "المقربة" من "الربان" الأمني الجديد إعطاءها صورة "لامعة"، من خلال التأكيد على أنها نفذت بقيادة والي الأمن شخصيا ، وبغض النظر عن أهمية هذه الحملات من عدمها في محاربة حقيقية ل"الاجرام والمخدرات والدعارة" فإن لنا بعض الملاحظات على عمل وسياسة والي الأمن الجديد . وأول ملاحظة تتبادر إلى الذهن هي لماذا لا يشتغل الجهاز الأمني بطنجة في الوضوح وبشفافية تامة؟ ،ويصدر بلاغات كلما استدعت الضرورة لذلك يقدم فيها معطيات ومعلومات للرأي العام المحلي الناتجة عن هذه "الحملات التمشيطية" عوض اللجوء إلى عملية "التسريبات" الصحفية التي تطرح أكثر من علامة استفهام حول دواعيها ، ولماذا مواقع إلكترونية بعينها ؟ وصحف ورقية بذاتها ؟ ونحن نعرف أن التسريبات الصحفية يلجأ إليها عندما تود جهة ما إيصال رسالة معينة ، ويبدو من خلال هذه التسريبات أن الهدف الأساسي هو محاولة إبراز أن الجهاز الأمني بطنجة أصبحت له سياسة جديدة بقدوم رئيس جديد . الملاحظة الثانية تتعلق بتوقيت الحملة الأخيرة على "حومة الشياطين" وهو شهر رمضان ، وهو توقيت في تقديري لم يكن موفقا لاعتبارات عديدة ، أولاها أنه خلال هذا الشهر الفضيل تكون مناسبة لممارسات "الهوى والدعارة" لأخذ قسط من الراحة ومغادرة المكان لزيارة الأهل والأحباب ، خصوصا وأن الإقبال يكون ضعيفا لأنه بكل بساطة حتى رواد هذا المكان "النتن" للمتعة يعملون "حساب" شهر رمضان ، ويتوقفون عن ممارسة "الفساد" حتى يمر شهر المغفرة ، وبالتالي ف"حومة الشياطين" تكاد تكون فارغة إلا من بعض من لم يجد أين يذهب أو لأنه ألف المكان ولم يعد يستطيع مفارقته ،وبالنتيجة كان الأولى إختيار توقيت آخر إذا كانت السلطات الأمنية تود تحقيق الأهداف المرجوة، منها إلقاء القبض على الرؤوس الكبيرة التي تقود "بائعات الهوى" فبوجودهن يوجد "أباطرة المخدرات" و "المبحوث عنهم" . الملاحظة الثالثة تتجلى أساسا في "الانتقائية" التي همت هذه الحملات ، فلماذا "حومة الشياطين" وفي رمضان وليس "البؤر السوداء" التي لطالما اشتكى منها المواطن البسيط المغلوب على أمره وبشكل يومي ولا يجد "التفاعل" المطلوب للمصالح الأمنية ، وتكتفي هذه المصالح بالمقولة الشهيرة التي أصبح يحفظها المواطن العادي وهي "اذهب إلى بيتك وسنتدبر الأمر وإذا رأيتهم اقبض عليهم وآتي بهم أو أخبرنا" ،ومن أبرز" النقط السوادء" التي تزيد من معاناة المواطن الذي أنهكته "التكاليف المادية" التي أصبحت لا تطاق بطنجة بسبب الغلاء الفاحش الذي تعيش على ايقاعه مدينة طنجة ، وهي على كل حال ليست جديدة البؤر السوداء أو غامضة بل هي على كل لسان ك"حومة الشوك" و "حومة بير الشفا" و "حومة العوامة" و" حومة بنديبان" وغيرها كثير، إلا إذا أرادت السلطات الأمنية بطنجة صم آذانها عملا بمقولة "كم من حاجة قضيناها بتركها". وسبق لوالي الأمن الجديد لطنجة أن أكد عبر أثير إذاعة طنجة الشهر الماضي عزمه القضاء أو على الأقل الحد من الجريمة المنتشرة على طول وعرض مدينة طنجة والتي وصل صداها إلى وسائل الإعلام بمختلف أنواعها وتحدثت عنها بما يكفي، لكن سياسة القضاء على الجريمة يا "سيادة الوالي" لها مقومات وأولويات وترتيبات، فمتى توضع الأمور في نصابها ؟ ومتى يتم الاستماع إلى المواطن العادي ؟ فلقد عانى ما يكفي .