لقد بلغ السيل الزبى وطفح الكيل بما فيه، فما عدنا نطيق الحياة في مجتمع باتت تنتهك فيه حقوقنا رأي العين .وتسلط علينا الهراوات من كل جانب، فتفقدنا التذوق للمعنى الجميل للحياة الذي كنا ننشده ونحن صغار.فكم حلمنا ونسجنا الحكايات عن عالمنا الجميل المفترض ،ولكن هذه الأحلام الوردية سرعان ما تبين أنها كانت مجرد كوابيس مفزعة.لان بعض من لا خلاق لهم يرغب في أن يجعل أفواهنا قيد الاعتقال ،وأصواتنا رهن الاحتلال ، فلا تبرح الحنجرة التي تنبعث منها،رغم كونها أصوات مبحوحة منهكة من تأثير الإنزال المكثف لعصي تهوي على الرؤوس لتحولها إلى أشلاء متناثرة، فتلفظ بذلك نفسها الأخير معلنة الرحيل الأبدي إلى عالم آخر. أيها الجلادون اضربوا ما شئتم من جسدنا وقطعوه كيفما أردتم وأطفئوا أعقاب سجائركم على كرامتنا ،دوسونا بالأقدام والعنوا الدين المقدس فوق أجداثنا.لقد أحييتم كل مفردات العفونة والدناءة وبتم في أرواحنا ذكرى بلا مجد، وأحجية بلا معنى، وكراكيز مقيتة تسيرها اخطوبوطات الغدر المسيس. حمدا لك الهي أن ساويت بيننا وبينهم، وجعلت لنا مآلا واحدا ننتظره، وصراطا فريدا نسلكه، ونهاية تحت الثرى تضع للجبروت حدودا وتمنحنا الإحساس بالإنصاف. أيها الجلادون ثقوا بي إن قلت لكم إنكم فقدتم آدميتكم وروحكم وجسدكم فأصبحتم لا شيء ،فانتم عدم محض في حياتنا ،ولا تعتقدوا أنكم باستعراضكم للعضلات وارتكابكم لأشنع الزلات قد زعزعتم عقيدتنا أو ثبطتم هممنا ،فنحن قوم لا نرضى بالذل و الاهانة ولنا موعد يتجدد ،نعرض فيه وتعرضون" وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" أما انتم أيها الخطباء المسيسون فعلى من تضحكون؟ هل علينا نحن الذين خبرنا الدين وعرفنا شوارده ونوادره وحلاله وحرامه ولنا ما لنا ولكم ما لكم ،كيف ترضون لأنفسكم أن تكونوا دمية يلعب بها كيفما اتفق؟أم انه الدرهم والدولار أسال لعابكم وأعمى بصائركم ؟ ان ما قمتم وتقومون به من تخدير وتنويم للعقول ونشر لثقافة التيئيس وتغييب للتهميش والاقصاء التي تعاني منه شريحة واسعة من مغربنا الحبيب انكشف للجميع وانكشفت معه سوءتكم ، لانكم الة صماء لاتعرف معروفا ولا تنكر منكرا وانما تساقون سوقا كما القطيع.واللبيب بالاشارة يفهم . وليس هذا بمستبعد عنكم لانكم منعدمي الوعي وخاويي الوفاض لا تستطيعون اقامة جملة عارية من الأخطاء فلا يستقيم لكم لسان او يقر لكم بيان ،فاستبعدونا كما شئتم من حضرتكم و جدبتكم فنحن لكم بالمرصاد حتى تنصرفوا وتحملوا أمتعتكم وتنزعوا أجبتكم وتعلنوا انكم خواء في خواء