قال عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، إن الديمقراطية في المغرب تسير بخطوات صغيرة لكن بخطوات واثقة ووأضاف بنكيران، في حوار مع القناة الفرنسية فرانس 24، أن الربيع العربي "أحرق طنجرة كل من تونس ومصر، وألهب طنجرة المغرب، وكان ذلك سببا في إقرار دستور جديد تلته انتخابات، فاز بها حزب طالما تعرض للمضايقات والتهميش" وكان يعني حزب العدالة والتنمية. واستغرب المتتبعون أن يزعم بنكيران أن البيجيدي كان حزبا مضطهدا ومهمشا، فهو حزب السلطة أو حزب صديق الملوك الثلاثة المرحوم الدكتور عبد الكريم الخطيب، ولم يعش حزب العدالة والتنمية يوما ما الاضطهاد والتهميش بل انتقل من دلال إلى دلال ودون استثناء أي مرحلة من المراحل بما فيها الانتخابات الأخيرة التي دلت على أن الحزب محبوب من طرف السلطة. إن حزب العدالة والتنمية ليس من حقه ادعاء البطولة من خلال خلق أسطورة الاضطهاد وهو الذي نشأ في كنف الدكتور الخطيب والراحل إدريس البصري وتمت رعايته بعناية فائقة إلى أن شب عن الطوق فحاول أن يغير جلده ويظهر بمظهر الحزب المناضل، رغم أنه الحزب الوحيد من المعارضة الذي لم يؤد فاتورة النضال بل أكل من غلاته وعلى بساط أحمر وناعم، ولم يعش سنوات الرصاص ولم يتم اعتقال مناضليه ولم ينل قسطه من الأحكام القاسية كما باقي الأحزاب والتنظيمات بدليل أن عناصره لم تستفد من تعويضات الإنصاف والمصالحة باستثناء حالة قيادي واحد تحوم حوله شبهات القتل أو المشاركة في القتل. وفاز حزب العدالة والتنمية الإسلامي في الانتخابات التشريعية أواخر 2011، ليتمكن لأول مرة في تاريخه من قيادة الحكومة المغربية، وذلك بعد أشهر على اعتماد دستور جديد عزز بعضا من صلاحيات الحكومة ورئيسها. وأشار بنكيران إلى أنه "إذا كان الغرب يريد احترام الديموقراطية وصوت الشعب، ويعتقد فعلا أن الديموقراطية في يد الشعب، فعليه احترام خيار الشعوب". وندد رئيس الوزراء ب"محاكمة نوايا" الإسلاميين الذين صعدوا إلى السلطة في دول الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، من طرف بعض الدول الغربية. وأبدى المشاركون في المنتدى العالمي للديمقراطية بستراسبورغ ملاحظاتهم واستغرابهم من الطريقة التي تحدث بها بنكيران في المنتدى، ولاحظوا أن تدخلاته كانت ضعيفة وأنه يجهل الملفات ولا يتحكم فيها، وبأن تدخلاته هي تدخلات معارض حزبي أكثر منها تدخلات رئيس الحكومة الذي هو رئيس حزب يسير تحالفا حكوميا. واعتبر الملاحظون أن حديثه عن الطنجرات في لقائه مع فرانس 24 هو كلام طباخ وليس كلام رجل دولة. وظهر مع كامل الأسف أنه بعد تسعة أشهر على رئاسته للحكومة لم يستطع استيعاب الملفات التي تهم الشأن العام ولم يستوعب أنه هو المسؤول الأول عنها.