بدد الوالي اليزيد زلو عامل عمالة أكادير إداوتنان ، الخلاف الحاصل بين شركات وجمعيات مختصة في رياضة ركوب الأمواج بمنطقة " كاب غير" بجماعة تامري (40 كلم شمال أكادير) ومسؤولي المكتب الوطني للماء بخصوص مشروع إحداث محطة لتحلية ماء البحر. لقاء إحتضنه مقر الولاية الجمعة الماضي،حضره رئيس مجلس الجهة إبراهيم الحافيدي ورئيس المجلس الإقليمي العماني، شدد خلاله والي الجهة محمد اليزيد زلو على أهمية هذا النوع من اللقاءات التشاورية التي كرستها، مقتضيات دستور يوليوز 2011 بخصوص مبدأ المقاربة الديمقراطية التشاركية. ذكر الوالي زلو أمام عدد من الأجانب ممثلي شركات رياضة ركوب الأمواج بالجهود التي بذلتها المملكة، منذ أمد طويل، في مجال حماية البيئة بدءا بترسانة قانونية صارمة، مرورا بوفائها بالتزاماتها الدولية في إطار مقررات قمة الأرض في ريو دي جانيور (البرازيل 1992) وصولا إلى تبني ميثاق وطني للبيئة والتنمية المستدامة في 2010، أكد أن مفهوم الاستدامة يعتبر اليوم محصلة لتوافق يضمن المصالحة بين ثلاثة محددات رئيسية مع ضرورة الحفاظ على استدامة الموارد وتوازن النظم البيئية، أي باختصار احترام التوازن البيئي. من جانبهما قدما فريق من المكتب الوطني للماء وممثلي الشركة نائلة مشروع محطة تصفية مياه البحر بمنطقة " كاب غير"عرضين مطعمين بالأرقام والمعطيات التقنية والصور والرسوم البيانية المتعلقة بمشروع إحداث محطة لتحلية ماء البحر بشمال أكادير، الذي كان مؤخرا موضوع "سجال" لدى ممثلي شركات أجنبية. وكشف العرضان المقدمان أمام الوالي زلو وعدد من ممثلي المنابر الإعلامية الذي يهم مشروع محطة "كاب غير" بخصوص إنجاز معمل لتحلية مياه البحر بطاقة إنتاجية بقيمة مائة ألف متر مكعب في اليوم، قابلة لأن تصل إلى 200 ألف متر مكعب في اليوم، وذلك لتغطية حاجيات منطقة أكادير الكبير من الماء الشروب في أفق سنة 2030. وأفادت ذات المعطيات بأن اختيار "كاب غير"، من أصل ستة مواقع افتراضية، أملته ضرورة الاختيار بين الجودة والتكلفة في منطقة تضم محميات طبيعية (الأركان نموذجا) ومنتزهات طبيعية (المنتزه الوطني سوس ماسة) ومشاريع للتنمية الاقتصادية والاجتماعية (مثل مشروع تاغازوت). والحال، تضيف ذات المعطيات، أن هذا المشروع، الذي تفوق كلفة استثماره مليار درهم، يأخذ أهمية بالغة بالنسبة لمنطقة أكادير الكبرى حيث تكتسي هذه المادة الحيوية خطورة أكبر بالنظر لما يحدق بالجهة من خصاص متوقع اعتبارا من سنة 2016. وبحسب ذات المعطيات، تخص المرحلة الأولى من هذا الشروع تصميم وتمويل وبناء واستغلال محطة لتحلية مياه البحر بسعة تصل إلى 100 ألف متر مكعب في اليوم خلال مدة 20 سنة، علما بأن هذه الوحدة تشمل تجهيزات مهمة تتكون من مأخذ مباشر للماء من البحر على طول 1500 متر، ومحطة للتحلية تعتمد على تقنية التناضح العكسي وخزانا للماء المعالج بسعة 35 ألف متر مكعب. كما يشمل هذا المشروع إنجاز قناة بطول 100 متر متصلة بالقناة الحالية التي تربط محطة معالجة (تامري) بخزانات التوزيع لمدينة أكادير، وقناة التصريف في البحر بطول 400 متر ومحطة للتحويل. من جانبهم تفهم ممثلي الشركات الأجنبية بعد تقديم الشروحات الكاملة للمشروع ومدى إحترامه للبيئة ، عن تبديد مخاوفهم بخصوص عدم تأثير المشروع على على ثالث موجة على الصعيد العالمي تزخر بها الشواطئ الممتدة بين تاغازت وكاب غير بمعدل 32 موجة في موقع بحري صديق للبيئة يستقطب الألاف من مزاولي رياضة ركوب الأمواج على الصعيدين الوطني العالمي .