جرى مساء يوم أمس الخميس 31 غشت 2023, بالسهرة الكبرى من مهرجان الأركان الثقافي و الفني خلال دورته الرابعة المنظم من طرف جمعية أمل ترماست ، بمركز الجماعة القروية تيغيرت إقليمسيدي إفني، تكريم أحد أبناء المنطقة المقاوم المجاهد، المرحوم روكني الحاج محمد بن أحمد التجاجتي المجاطي، أحد مؤسسي جيش التحرير بالصحراء المغربية مع ثلة من الزعماء المقاومين المشهورين كإبن حمو ودريس بوبكر تحت إشراف المقاوم الأول المغفورله السلكان محمد الخامس، رقيب أول بالكتبية العاشرة للمشاة بوجدة سنة إلى سنة1974. وقد تسلم الحاج لحسن روكني إبن الراحل فوق خشبة الحفل الذي حضره العديد من الشخصيات بالإضافة إلى عدد كبير من الجماهير التي تابعت فعاليات هذه الدورة، شهادة تقديرية وتذكار، كجزء من الإعتراف بتضحيات والده المقاوم المجاهد رحمه الله تعالى في سبيل حرية وإستقلال الوطن. وتعود أصول أسلاف المرحوم المقاوم المجاهد المكرم، إلى منطقة تكنى ن أيت إللول، حيث كانت ولادته سنة 1927 بدوار إگرعين قبيلة تجاجت بإمجاض ن تزلمي، التابعة خلال التقسيم الإداري الحالي إلى جماعة سبت النابور، دائرة لاخصاص إقليمسيدي افني، جهة كلميم واد نون، نشأ المرحوم المقاوم كما أقرانه حتى إشتد عوده فدفعته الظروف التي دفعت غالبية معاصريه إلى الهجرة خارج المنطقة، كانت وجهته الأولى مدينة جرادة على الحدود الشرقية للمملكة، التي عمل بها لفترة طويلة ، وبسبب مشاركته في الآحتجاجات المناصرة لفلسطين التي آندلعت ببعض مناطق المغرب سنة 1948 عقب قرار الأمم المتحد تقسيم فلسطين سنة 1947، فقد حوكم بسنتين حبسًا نافذًا سنة 1953. و في خضم معركة المغاربة من أجل الحرية و الإستقلال، إختار الراحل و هو يعمل حينها بقالًا ب مدينة الدشيرة الجهادية عمالة إنزكان أيت ملول، الإنخراط في صفوف حزب الإستقلال، قبل أن ينظم سنة 1956 إلى جيش التحرير المغربي بالصحراء المغربية، حيث كانت الإنطلاقة من مدينة " أگلميم. شارك الراحل خلال الفترة ما بين 19 نونبر 1957، ونهاية فبراير 1958 في عدة معارك ضد الآسبان كمعركة الشاطئ، ومعركة الطريق، ومعركة بوجدور، ومعركة العيون، ومعركة الدشيرة، ومعركة لمسيد، ومعركة لگلتة … وهو تحت إمرة قائد المقاطعة التاسعة التي إستقرت بمنطقة تافودارت بضواحي مدينة العيون صلاح عسو الجزائري. بعد سنوات من الإستقلال و بالضبط في سنة 1960 أُدْمِج الراحل ضمن الفوج الثامن برتبة رقيب في صفوف القوات المسلحة الملكية التي أحدثها المغفور له الملك الراحل الحسن الثاني، بظهير شريف صادر في 25 يونيو 1956 بعد إستيعاب جزء من جيش التحرير. سنة 1963 إندلعت حرب الرمال على الحدود الشرقية بين المغرب و الجزائر، فكان من المشاركين فيها، وقد استمر في عمله إلى غاية سنة 1973 تاريخ إحالته على التقاعد. الراحل الحاج محمد روكني كما الكثيرين من أبناء تيزلمي، الذين كانوا دائما في الصفوف الأمامية للمقاومة المسلحة، والذين شاركوا ببسالة في الدفاع عن حرية و إستقلال الوطن و كتبوا بدمائهم و شجاعتهم و تضحياتهم صفحات خالدة تحتاج إلى من ينصفها و ينفض عنها غبار النسيان، وللإشارة فرغم منح صفة وبطاقة مقاوم للمرحوم الحاج روكني الحاج محمد بن أحمد التجاجتي المجاطي بتاريخ 8 فبراير 1975 قبل أن يوافيه الأجل المحتوم في شهر نونبر 1994 تحت رقم 500162، إلا النيابة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بإقليمسيدي افني، تتجاهل بطولات وتاريخ المرحوم حيث لم تقوم هذه الأخير بأي إلتفاتة تجاه المرحوم المقاوم المجاهد، كما لم تستدعي أسرته وعائلته ولو مرة واحدة إلى أنشطة المندوبية كذكرى انتفاضة أيت بعمران ضد الإستعمار الإسباني خاصة إنتماء مسقط رأس الأخير لإقليمسيدي إفني.