بعد ثلاث سنوات من الحضور، يبدو أن مفهوم المسؤولية الاجتماعية للمقاولات سينتقل إلى مرحلة أقوى من التطبيق على أرض الواقع بالمغرب. ذلك ما يستشف من فعاليات افتتاح المناظرة الأولى حول المسؤولية الاجتماعية للمقاولات، أول أمس الثلاثاء بالدار البيضاء. فالمسؤولية الاجتماعية للمقاولات التي سبق أن أطلق بشأنها الرئيس السابق للباطرونا مولاي حفيظ العلمي، مبادرة تشمل توزيع شهادات تعترف بالمسؤولية الاجتماعية لعدد من المقاولات، تنتظر المرور إلى مرحلة تلزم المقاولات المغربية بالانخراط في هذا الورش الجديد. محمد حوراني رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، وجد الفرصة مواتية من أجل الإعلان عن قرب الإعلان عن استراتيجية وطنية للمسؤولية الاجتماعية للمقاولات. وضع هذه الاستراتيجية، حتمه بالضرورة، حسب حوراني، التطور الذي يشهده المغرب خلال الأشهر الأخيرة، والذي يهدف إلى تحقيق ديمقراطية أكبر وانفتاح أوسع وتحديثا أعمق للبنيات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وهو ما يشكل مجالا ملائما لوضع الاستراتيجية، يضيف حوراني. طبيعة المسؤولية الاجتماعية للمقاولات متعددة الأبعاد، تتطلب انخراطا وتدخلا للمقاولة في كافة المستويات وتحت أوجه مختلفة منها أساسا إدارة مواردها البشرية وانفتاحها على محيطها الاجتماعي وقدرتها على إرضاء زبناءها وممونيها. ولتلبية هذه المتطلبات، التي باتت ضرورية لزيادة القدرة التنافسية للمقاولة المغربية وضمان استدامتها ولعب دورها الاجتماعي للقرب من محيطها، يعمل الاتحاد، يقول حوراني، من خلال مختلف لجانه المتخصصة. في هذا الصدد قدم حوراني مبادرتين حديثتين للاتحاد العام لمقاولات المغرب، تشمل الأولى 20 مقترحا تمت صياغتها من أجل تطوير سوق الشغل وتقليص البطالة، هذه الاقتراحات سبق لها، يضيف حوراني، أن فتحت نقاشا مع الحكومة والشركاء الاجتماعيين لمواكبة المشروع المجتمعي لمغرب بمقاولات تنافسية وسوق جذابة. فيما يبدو الهدف الثاني من هذه الإجراءات متمثلا في وضع ميثاق وطني للشغل، من شأنه، يقول حوراني، الاستجابة لحاجيات الساكنة النشيطة، خاصة الشباب الحاصلين على الشهادات. وتنعلق المقترحات التي تقدم بها “الباطرونا”، أساسا بالإدماج المهني وإدماج ذوي الاحتياجات الخاصة، وتشجيع الدورات التكوينية المهنية للطلاب داخل المقاولات. كما تخص أيضا توجيه التلاميذ والطلاب حسب احتياجات سوق الشغل، وتشجيع التكوين بالتناوب وتمويل حصيلات الكفاءات من أجل إعادة التوجيه المهني. أما المبادرة الثانية التي أطلقها الاتحاد العام لمقاولات المغرب، فتندرج في إطار تقريب المقاولات من الجامعة، وذلك من خلال إنجاز موقع إلكتلروني موجه لتسهيل عملية التواصل بين المقاولات والطلبة الشباب الباحثين عن دورات تدريبية. وخلال افتتاح أشغال المناظرة، التي حضرها بالأساس الوزير الأول عباس الفاسي، تم تنظيم حفل لتسليم ميزة الاتحاد العام لمقاولات المغرب للمسؤولية الاجتماعية للمقاولة، ويتعلق الأمر ب11 مقاولة منها 8 مقاولات تحصل على الميزة لأول مرة، فيما 3 مقاولات جددت حصولها على الميزة بعد انقضاء ثلاث سنوات، ويتعلق الأمر بشركة “لافارج”، و”لوجيماك”، و”إيراميديك”. وتشمل اللائحة الأولى على الخصوص شركة كوزيمار وسيراك الفرع التابع ل”كوزيمار”، وشركة “جيماديك” و”تراجيم”...