يتحول بعض الأزواج المصابين بأمراض مزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم إلى فقدان المريض لصوابه، حيث يصبح عصبيا مع المحيطين به، كما يرفض تناول الأدوية أو الالتزام بالحمية، الشيء الذي يشعر المحيطين به بالتعب والإرهاق من الاهتمام به ورعايته. في الحوار التالي يقدم الطبيب والمحلل النفسي عبد الله زيوزيو تفسيرا للحالة النفسية للمصاب بالمرض المزمن، وطرق التعامل معه وجعله يتعايش مع مرضه. كيف يمكن تفسير نفسية وعصبية المصاب بمرض مزمن؟ يمكن القول إن الأمراض ليست هي المسؤولة عن جعل الإنسان سريع الغضب، فعمق الإشكال يأتي من طريقة التعامل مع المرض المزمنو لأن المرض المزمن يتطلب وقتا طويلا في العلاج، وهذا الأمر يتطلب من المريض أن يتقبل مرضه وأن يتعايش معه لأنه سيرافقه مدى الحياة، لأن المريض يشعر بالملل من طول فترة العلاج فتراوده بعض الأفكار بتوقيفه. وهذا ما يتسبب في المضاعفات والتأثيرات الجانبية للتوقف عن العلاج، والتي تتمثل مثلا عند مريض السكري في فقدان البصر أو الفشل الكلوي أو غيره من الأمراض التي تنتج عن التوقف عن العلاج، وهذه الأعراض الجانبية هي التي تتسبب في حالة نفسية مضطربة بالنسبة للمصاب بمرض مزمن، لكن ما يجب توضيحه هو عدم وجود أية علاقة بين المرض المزمن والحالة النفسية للمريض. لذلك لا يجب الربط بين عصبية المريض ومرضه المزمن. فالمشاكل تبدأ حينما يصبح المريض آخر من يعلم بسبب خوف أهله عليه، ومن تأثير بعض الأخبار غير السارة عليه. هل يمكن إقناع المصاب بمرض مزمن بمرضه دون محاصرته وتغيير نمط عيشه؟ هذا هو أصل المشكل لأن المصاب بالمرض المزمن لا يجب أن يشعر بأنه مراقب، وأن لا تكون عليه رقابة، وإنما يجب أن يتعلم كيف يتعايش مع مرضه، فمثلا في بعض الدول الأوربية المشروع العلاجي للمريض يدخل في إطار التربية والتعايش مع مرضه، لأنه يتعرف على مرضه أولا ويعترف به بينه وبين نفسه،فمريض السكري يصبح طبيب نفسه لأنه يقوم بتحاليله بنفسه ويراقب نسبة السكر في الدم بمفرده، وبذلك يصبح المريض مساهما في العلاج لأنه يصبح مقتنعا بضرورة أخذ الأدوية، واتباع الحمية ولن يكون مضطرا للقيام بذلك خفية عن المحيطين به، لذلك يجب أن يكون المريض مقتنعا بمرضه من خلال حضور جلسات التربية حول مرضه. وللأسف هذا ما نفتقده في المجتمع المغربي، وهذه الأمراض تكلف الدولة أموالا طائلة. في الوقت الذي يجب أن يستفيد المريض من التحسيس والتربية منذ البداية كي يقتنع بنفسه بمرضه. ما هي الطرق التي يجب أن تتبعها أسرة المريض في التعامل معه دون حدوث توتراتأو دفعه للانفعال؟ الأسرة أيضا يجب أن تعرف المرض الذي يعاني منه المريض، خاصة في الشهور الأولى من اكتشاف المرض، حيث يجب على الزوجة أو الأم أن يقوم بدور الممرضة كي يتم منح المريض الدواء في وقته المحدد، لأن المريض قد ينسى الدواء أو يرفض تناوله عمدا، لذلك فالأسرة لها دور أساسي في احتضان المريض، لكن أيضا حتى الأطباء ومختبرات التحاليل والصيدلي لهم دور كبير في المساهمة في توعية المريض وفي مشروعه العلاجي. حاورته مجيدة أبوالخيرات طبيب ومحلل نفسي