ظل المتهم بعيدا عن متناول المصالح الأمنية، إلى أن قادته مغامراته إلى مدينة الرجالات السبعة، ومن ثمة وقع اختياره على صاحب سيارة نقل«هوندا» ليكون ضحيته الموالية، فتقدم منه بحي المسيرة بمنطقة دوار العسكر، موهما إياه بأن لديه بعض السلع بمنطقة الداوديات يود جلبها إلى حي المسيرة. اتفق الرجلان على ثمن النقل، لينطلقا في رحلة بواسطة سيارة الهوندا اتجاه المنطقة لمذكورة، غير أنه ما كادا يتوسطان الطريق، حتى رن الهاتف المحمول للزبون المفترض،لينخرط في مكالمة سريعة، تصنع بعدها حالة الأسف والتذمر،ليلتفت صوب السائق، مخبرا إياه بأن السلعة المراد نقلها توجد حاليا بمدينة قلعة السراغنة، وبالتالي ضرورة الانتقال صوب المدينة المذكورة لجلبها بدل التوجه إلى منطقة الداوديات. وحتى لا يترك الزبون مساحة للرفض أمام صاحب سيارة الهوندا، قدم له عرضا ماليا مغريا يتحدد في مبلغ 750 درهما كأجرة له حال استجابته ومرافقته لمدينة قلعة السراغنة، وهو الإقتراح الذي لاقى قبولا سريعا من السائق، ليوجه المقود صوب المدينة المقترحة. ما ان بلغت السيارة مدينة قلعة السراغنة،حتى طلب الزبون المفترض من السائق التوجه صوب أحد الدواوير النائية، بدعوى أن السلعة المراد نقلها توجد بأحد بيوتات الدوار، بحيث لم يجد السائق المسكين بدا من الإستجابة لهذا الطلب الجديد. ما كادت السيارة تدخل منعرجا تنعدم فيه الحركة، حتى تغيرت ملامح الزبون، واختفت مظاهر البراءة والطيبوبة التي ظل يتكلفها، لتظهر بدلها ملامح الشر والصرامة، ويستل خنجرا حادا لوح به في وجه السائق، وطلب منه التوقف في الحال، تحت طائلة التعرض لضربات الخنجر، لينسل السائق هاربا، تاركا الجمل بما حمل، وهو يردد في سره«اللهم فالمال، ولا فالبدان». عاد السائق يجر أديال الخيبة صوب مدينة مراكش، بعد أن ضاعت السيارة مصدر رزقه ورزق عياله، وضاع معها المبلغ الموعود، ومن تمة التقدم بشكاية في الأمر للمصالح الأمنية بالمدينة، مع تقديم أوصافا كاملة للمعتدي ذي البنية الجسمانية القوية. وبعد مرور يومين فقط على الحادث، وفيما كان السائق الضحية يسير برفقة خاله بمنطقة عين إيطي المؤدية مباشرة اتجاه مدينة قلعة السراغنة، سمع صرخة مفاجئة، بحيث لم يصدق ما تشاهده عيناه، وهو يطالع سيارته الهوندا تحمل بعض السلع، وبجوارها السارق المعتدي، ليسارع صوب شرطي المرور الموجود بالمدارة القريبة، ويعرض عليه القضية، وقد كشفت التحقيقات الأولية عن هوية المتهم، وكذا عن مسؤولياته في سرقة عدة سيارات من مدن مختلفة، كما ضبطت بحوزته سبعة مفاتيح لسيارات مختلفة، تبين أن أصحابها قد أبلغوا عن سرقتها في أوقات متفرقة، وبينها سيارة داسيا تابعة لوكالة متخصصة في كراء السيارات. فيما بين تنقيط المتهم، أنه موضوع 5 مذكرات بحث وطنية، صادرة عن المصالح الأمنية لعدة مدن مغربية، ومن ثمة إحالته على النيابة العامة باستئنافية مراكش في حالة اعتقال .