في الوقت الذي لا يبرح فيه المغرب مكانه في ذيل الترتيب في التصنيفات الأممية الأخرى، هاهو يتقدم إلى الأمام في كب ما يتعلق بزراعة الكيف والشيرا. فكعادته كل سنة، لم يتردد التقرير العالمي للمخدرات لسنة 2011 الذي يصدره مكتب الأممالمتحدة للمخدرات والجريمة، عن تصنيف المغرب كأول مصدر لمادة القنب الهندي. تصنيف صار من كلاسيكيات المتابعة العالمية للظاهرة، بالرغم من المجهودات الكبيرة التي تبذلها الدولة المغربية، منذ عقد تقريبا، للحد من زراعته وتشجيع الفلاحين على تنويع منتوجاتهم الزراعية في معاقل إنتاجه. مجهودات يبدو أنها ماتزال بحاجة للكثير من التفعيل على الأرض، يقول التقرير، حيث لوحظ أن أرباح زراعة القنب الهندي تفوق بكثير مثلا ما تدره تجارة الأفيون في أفغانستان، أو غلال الخشخاش في منطقة جنوب شرق آسيا. المغرب أيضا، حسب التقرير، هو المزود الأول لأسواق أوروبا الغربية وشمال إفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط. ملايين الأطنان من المخدر، في شقه النباتي الأول أو اشتقاقاته الصناعية « الشيرا»، تخرج من مختلف جهات الحدود المغربية، بمقابل ملايير الدولارات سنويا، يضيف التقرير. ففي سنة 2009، كان قد تناول القنّب الهندي مرة على الأقل ما بين 2.8 و4.5 في المائة من مجموع ساكنة العالم المتراوحة أعمارهم بين 15 و64 عاماً، أيْ ما يتراوح مجموعه ما بين 125 مليون و203 ملايين نسمة. وعليه، فإن التقرير يخلص إلى نتيجة واقعية مفادها أن « القنّب الهندي، وبفارق كبير، أكثر المواد غير المشروعة إنتاجا واستهلاكا على نطاق العالم، وإن كانت البيانات عن القنّب محدودة ». بالمقابل، 66 في المائة من أراضي زراعة الكيف في المغرب قد تم تدميرها أو تغيير نشاطها الفلاحي منذ سنة 2004، تقول إحصائيات رسمية مغربية، لم يكن بوسع التقرير أن يؤكدها أو ينفيها. لكنه أصر على مقارنة ارتفاع مداخيل القنب الهندي بين سنتي 2008 و 2010، الذي ازداد من 57 مليار دولار إلى 63 مليار دولار. زيادة يفسرها أيضا ارتفاع حجم الإقبال على «الحشيش المغربي». إذ أنه ورغم انتشار إنتاج عشبة القنّب (الماريخوانا)، وعلى الأخص في القارة الأمريكية وإفريقيا، لا يزال إنتاج غلال القنّب الهندي(الحشيش) متركِّزاً في بلدين اثنين : المغرب، الذي يزوِّد أسواق أوروبا الغربية وشمال أفريقيا، وأفغانستان، التي تزوِّد أسواق جنوب غرب آسيا. عالميا، جاء في التقرير العالمي عن المخدرات 2011 تراجع الأسواق العالمية للكوكايين والهيروين والقنّب أو ظلّت مستقرة، بينما ارتفع إنتاج وتعاطي عقاقير الوصفات الطبية شبه الأفيونية والمخدرات الإصطناعية الجديدة. التقرير وضع المغرب أيضا بين البلدان التي يمر منها الكوكايين في طريقة إلى أوروبا، مشيرا إلى أنه وفي السنوات العشر الماضية، تضاعف استهلاك الكوكايين في أوروبا. ويُقدَّر أن يكون قد هُرِّب في عام 2010 نحو 21 طنا من الكوكايين إلى أوروبا عن طريق غرب أفريقيا.