نوال: «غلطة العاشق بألف» لقاؤهما الفني لم يكن وليد صدفة وغناؤهما معا لم يكن تلبية لرغبة مسؤولي شركة إنتاج معينة ولا امتثالا لأوامر جهة خليجية نافذة، حيث الدافع صداقة دامت لعقود ورغبة أعلناها في العديد من اللقاءات الإعلامية.. كليهما يمتلك تقديرا كبيرا لموهبة الآخر، ومسيرته الحافلة بعشرات الأعمال الغنائية الخليجية المتميزة التي حملت توقيع أسماء من عيار ثقيل في الوسط الفني العربي.. جمعت بين نوال الكويتية وعبد الله الرويشد دولة الكويت، ووحده عشق الفن الجميل والكلمة الحلوة واللحن العذب والإحساس الفني العالي الذي يستشعر مسبقا تميز أغنية عن أخرى وتفوق عمل عن آخر، ما يخلق نقاط التميز في أعمالهما الفنية..شيمتهما تواضع كبير، والعتب عليهما فرارهما من الصحافة ووسائل الإعلام وكل الأحاديث الصحفية، مفضلين إطلاق العنان لنبرات صوتهما الشجية وإحساسهما الراقي معا، وبداية في دويتو غنائي حمل عنوان «حبيبة قلبي» ثم «اعذريني» سنة 2009 الذي جاء بعد أن أعرب كليهما عن رغبته في تقديم عمل ثنائي يحمل بصمة خاصة، بعد لقاءاتهما المتكررة ضمن جلسات فنية أمتعا فيها الحضور بأعذب الأعمال الفنية.. في دويتو «اعذريني» منحت نوال الكويتية لمواطنها شرف افتتاح الأداء، ملتمسا منها العذر وطالبا منها الصفح بكلمات صاغها الناصر و لحنها مشعل العروج.. كلمات قال فيها الرويشد «اعذريني.. ولو غلطت صعبة يعني تعذيرني»، لتجيبه قيثارة الخليج نوال بقولها «غلطة العاشق بألف وأنت سيد العارفين»... وبين طلب العفو وإعلان العتب، تسير كلمات الدويتو قبل الوصول إلى نهايته التي تعلن فيها «الحبيبة» نوال صفحها عن «الحبيب» عبد الله في كليب أشرف على إخراجه وليد ناصيف.. قبل أغنيتيها، بالمشاركة وزميلها عبد الله الرويشد «حبيبة قلبي» و«اعذريني»، ركبت نوال الكويتية مغامرة الدويتو الغنائي من خلال تقديمها والمطرب السعودي عبد الله رشاد سنة 1995 لتجربة مماثلة حملت عنوان «كان ودي» وخلفت حينها ردود فعل جماهيرية جميلة، خاصة أنها شكلت عودتها للساحة الغنائية بعد ابتعادها عنها لبضعة سنوات .. وبدوره قدم الرويشد سنة 2009، وإضافة إلى دويتو «اعذريني» عملا مماثلا رائعا جمعه بالفنان المخضرم أبو بكر سالم تحت عنوان «ما في أحد مرتاح».. لم يكتف الرويشد بتجربة الدويتوهات الفنية عند حدود أبو بكر سالم ونوال الكويتية، بل تعداها إلى تشكيل ثنائيات مع الراحل راشد الخضر والفنان البحريني خالد الشيخ، وأخرى جمعته بعدد من الشعراء الغنائيين وملحني الخليج على غرار سامي العلي وساهر وعلي مساعد، إضافة إلى سليمان الملا وأخيرا مشعل العروج.. وقبل أن يجتمعا في عملهما المتميز، فإنه لا بد من الإشارة إلى أن الرويشد عشق الغناء منذ حداثة سنه حيث شارك في العديد من الحفلات المدرسية، كما تعلق بشكل كبير بآلة العود.. أما البداية الفعلية للرويشد، فكانت من خلال فرقة رباعي الكويت التي كان يعزف ضمنها عل «الدرامز» وحينها أعجب بصوته الملحن الراحل راشد الخضر وقدم له أغنية «رحلتي» سنة 1981 من كلمات الشاعر عبد اللطيف البناي، والتي تلتها عشرات الألبومات التي لم تفند تنبؤات العديد من الأسماء الفنية الكبيرة العربية، بالمستقبل الفني الواعد الذي ينتظر الرويشد.. إكرام زايد