تحول مستشفى "بانيو" للأم والطفل بمكناس الذي سبق وأن دشنه الملك محمد السادس خلال إحدى زياراته الرسمية للمدينة (تحول) إلى مقبرة حقيقية في السنوات الأخيرة للنساء الحوامل والأجنة والمواليد ذكورا وإناثا ، ناهيك عن أساليب الابتزاز التي تتعرض له النساء الحوامل وأزواجهن عند التوجه اضطراريا إلى ذات المستشفى الذي اكتسب سمعة سيئة ليس على مستوى المعاملة بل أيضا على مستوى الخدمات التي من المفروض أخلاقيا ومهننيا وإنسانيا أن تقدم لقاصداته. هذه المعاملات جعلت العديد من النساء اللائي يكن في مرحلة الوضع يترددن في التوجه إلى المستشفى الذي غدت قاصداته للوضع ميتات والخارجات منه مولودات كما اعتبره العديد من الأزواج والنساء اللائي عشن تجارب الولادة بذات المستشفى ، ولعل الحالتين على سبيل الحصر اللتين عاشتهما امرأتين بالمستشفى وكان مصير إحداهن الموت بذات المستشفى والأخرى بمستشفى محمد الخامس الذي نقلت إليه في حالة حرجة . الموت لم يطل المرأتين فقط ، بل طال أيضا جنين إحداهن ومولود الأخرى ، وإلى ذلك كانت حالة المرأة الثانية معبرة حيث رفضت التوجه إلى مستشفى "بانيو" إلا اضطراريا بعد أن استعصى توليدها بالمكز الصحي بأكوراي والمستشفى الإقليمي بالحاجب وكأن حدسها قد أعلمها بالمصير الذي كان ينتظرها .