الداخل اليه مستمتع والخارج منه مشتاق،كالبستان تربته تمتح من ينابيع الفن الاصيل لتنبت ازهارا تنوعت بين الشعر،الموسيقى،المسرح والتشكيل.انه بيت عائلة ذاكر المسيج بمتاريس عذبة الملمس وبجمل شعرية متناغمة المسمع والقافية وسلاليم موسيقية توصلك الى عالم وردي ،سماؤه ممزوجة بسحب حاتمية العطاء،عصيرها ماء زلال،ينعش الارض نغمات متراصية لتتفقع ورودا وحقولا زاهية. عائلة فنية بامتياز،تعددت منابعها واتخذت انهارا تدفقت جداولها عبر المروج لتصل الى بحار تتراقص امواجها لتنسج سنفونيات رائعة. الحاج ذاكر رب هذا البيت الفني،نهل من تراث اسلافه،حيث دفؤ الجنوب وسحر الكلام والقافية ونبل الاخلاق وصفاء القلوب،اهدى رفقة الزوجة مزهرية متنوعة الورود،اغنت الساحة الفنية بكل اطياف الفن الراقي من شعر موسيقى،مسرح وتشكيل. زهور جميلة تمتح من تربة نقية،قوامها فضاء فسيح عطر، وقف سدا منيعا امام كل رياح الخريف المدمرة. الحاج ذاكر وهو يتحمل مسؤولية رئاسة الرابطة الوطنية للشعر والموسيقى ،استطاع ان يستجمع قوى الشعراء والزجالين ويفتح امامهم من جديد ابواب الابداع والاجتهاد التي كانت موصدة الى عهد قريب.وتمكن رفقة اعضاء الرابطة من لم شمل الشعراء القدامى من منهم والشباب،عبر خلق فضاءات واطارات امتد عبر التراب الوطني من اجل الممارسة الشعرية الابداعية، ولقاءات وطنية خاصة بذلك.كما مهد الطريق للشعراء الجدد لصقل مواهبهم عبر تنظيم مسابقات في المجال،كان اهمها دورة "شاعر الحوز"،التي بفضلها برزت العديد من المواهب الشابة في ميدان الشعر. من حقل الحاج ذاكر نبتت زهرة حلوة ألمنظر قوية البذور،استطاعت ان تجد لها مكانا في منطقة وصفت بالمغرب العميق.انها ايت اورير التي تغنى بها الفنان الراحل ابراهيم العلمي.وردة اختير لها من الاسماء ليلى التي وجدت نفسها على خشبة المسرح،تسيدت ،صالت وجالت بين اركان الركح،وكانت بلقيسته،استطاعت ان نجد كيانها في اب الفنون ونالت منه العديد من الجوائز.عشقت مسرح الهواة وانطلقت رفقة بنات وابناء هذه المنطقة الى فضاءات اخرى منحتهم تاشيرة التعبير والابداع والخلق واعطتهم امكانات اخرى للانعتاق من رماد بلدة مهمشة،نيسيها رجالها.فكانت ليلى سفيرة فوق العادة ،ابانت عن علو كعبها وقالت للعالم باسره ان الانسان مهما تنوع انتماؤه بان فكره وقوة شخصيته وذكاؤه.عناوين كبرى لوجوده. ليلى ذاكر الابنة الوحيدة انطلقت من بلدة يصعب على العنصر النسوي التميز والانسلاخ عن تقاليد موغلة في القدم،اعطت للرجال مكانة الريادة والسيادة ومنحت خيوطا ذكورية نسجت مجتمعا يحاول بالكاد التحرر والانفتاح. عمر ذاكر اخر العنقود وخريج معهد الفنون الجميلة واول دفعته،قادته موهبته الى رسم معالم خارج سيطرة العقل،قريبة شيئا ما الى الخيال العلمي.اختار فنا تشكيليا صعب الادراك.جميع لوحاته تعطيك الانطباع انك مسيج بخيوط عنكبوتية بالكاد تستطيع فك شفرة رسائلها.تمكن من ايجاد الوان سحرية،امتزج فيها الداكن والفاقع بالدافئ،تولد عن هذا المزيج والتلاقح صمت رهيب ،يؤطرك ويدفعك الى التوقف والانبهار.عمر هذا اعطى لالوانه نكهة السكون ،سيطرت على العقل وابهرت المشاهد واطلقت العنان لبداية سنفونية رائعة.انه فنان شامل قادر على الخروج عن المالوف ،ملم بقواعد الخلق والابداع. العديد من المتتبعين وصفوا صوته بالقوي والرائع.يعرف كيف يمسك به شفرات الاغاني.خريج برنامج نجوم الغد الذي كان يعده عتيق بنشيكر وتنتجه القناة الثانية.عبد الجليل ذاكر وهو يقوم بمهمة المدير الفني لمهرجان نبرات،تمكن من اكتشاف العديد من الاصوات ،ساهمت في اغناء الساحة الفنية. كانت بدايته وهو في ريعان شبابه في ميدان التجويد،حصل من خلاله على العديد من الجوائز،قبل ان ينتقل الى الميدان الغنائي،بدءا من المناسبات الوطنية داخل المدرسة ،الاعدادية والثانوية وكذا من رحاب الجامعة الى ان وجد طريقه عبر مشاركته في برنامج نجوم الغد الذي تخرج من مدرسته رفقة العديد من الفنانين الشباب انذاك. ظهروه خلال هذا البرنامج زاده شجاعة وحماسا،واعطاه دفعة قوية لصقل مواهبه.فكان بذلك فنانا جامعا شاملا ومدركا لكل اسرار الغناء الطربي الاصيل والكلاسيكي،واستطاع بفضل ذلك ان يؤدي اصعب الاغاني المركبة ووعرة المسالك. المشاهد والمستمع لاداء فرقة شمس الاصيل للطرب العربي التي صالت وجالت عبر التراب الوطني بفضل حنكة عبد الجليل ذاكر،يخرج بفكرة وحيدة ،وهي ان وراء هذا الابداع والتفوق الفني مايسترو كبير،استطاع ان يجمع شابات وشباب من مدينة سطات ويهدي للساحة الفنية فرقة الطرب العربي،مثلت حلقة مضيئة في سماء الوسط الفني.ابهرت جميع المتتبعين. هذه اذن هي عائلة ذاكر التي ساهمت بشكل ايجابي في تصليب عود الساحة الفنية وترسيخ مبادئ الايخاء والمودة والاحترام. حسن حليم