أجمع باحثون وخبراء اقتصاديون ومقاولون على أن المغرب يتوفر على المقومات الأساسية من أجل تأسيس «علامة تجارية» خاصة به تميزه عن باقي البلدان. وأبرز المتدخلون في الندوة الوطنية التي نظمها منتدى المدرسة المحمدية للمهندسين في دورته الثانية والعشرون، أمس الثلاثاء 9 فبراير الجاري تحت عنوان « تميز الأمم... نحو علامة تجارية مغربية قوية وجذابة»، الخصائص الاقتصادية والثقافية والسياحية التي يتميز بها المغرب، الأمر الذي يجب استغلاله من أجل التأكيد على الهوية الخاصة بالمملكة، والتي تنعكس على صورة علامتها التجارية بشكل إيجابي. وقال أمين لاغيدي رئيس لجنة الاقتصاد اللامادي بالجمعية المغربية للمصدرين، في معرض حديثه خلال اللقاء، إن المغرب لديه سمعة جيدة على الصعيد الدولي، لاسيما في القارة الإفريقية، موضحا أن "التميز بالخارج ينطلق من التميز بالداخل، وبالتالي لبناء صورة جيدة عن المغرب يجب أن يثق أبناء الوطن في ذلك". واستعرض لاغيدي، الخبير الاقتصادي الدولي، تاريخ تأسيس العلامات التجارية الدولية الكبرى والتي ارتبطت بدول كأمريكا بات تتميز بها، الأمر الذي ينبغي أن يشتغل عليه المغرب من خلال الأوراش التي يعمل على تنفيذها كالورش الطاقي الكبير بوارزازات والمشروع الطموح للمكتب الشريف للفوسفاط الذي سيصبح أول منتج للأسمدة في العالم مع حلول العام المقبل. ودعا لاغيدي الذي أشرف على افتتاح عدة فروع شركات عالمية بدول إفريقية، إلى استغلال الاقلاع الصناعي الذي يشهده المغرب من أجل تطوير نموذج خاص بالمغرب يتميز به في الخارج. إلى جانب الدغيدي الذي أثارت مداخلته حماس الحضور، حظيت مداخلة الكاتب العام لوزارة الاتصال محمد غزالي باهتمام الطلبة، حيث تحدث عن عمل الوزارة فيما يخص تحسين صورة المغرب من خلال الاعلام. وقال غزالي إن "الوزارة تقوم بتتبع جميع المنابر الإعلامية العالمية التي تتناول مواضيع تهم المملكة، وتتدخل في الحالات التي يكون فيه افتراء أوكذب ويطلب حق الرد"، مقدما مثال قناتي «ارتي» الفرنسية و«بي بي سي» البريطانية اللتين منحتا إمكانية الرد على تصريحات تسيئ لصورة المغرب دوليا. واعتبر غزالي أن المغرب بات يتوفر على صورة جيدة في إفريقيا، حيث المنتوج المغربي سواء كان ماديا أو خبرة يلقى إقبالا كبيرا من لدن الشركاء الأفارقة، موضحا أنه من أجل بناء «براندينغ» خاص بالمغرب يجب تظافر جهود جميع القطاعات الوزارية والمجتمع المدني. خالد بادو، رئيس الجمعية المغربية للتسويق والتواصل، ذكر بالأهداف الكبرى التي تأسست من أجلها الجمعية والمتمثلة في تسويق العلامة التجارية للمغرب على المستويين الوطني والدولي. وأوضح بادو الذي يشغل منصب مدير التواصل بإفريقيا بشركة عالمية لتحويل العملات، أن الجمعية أطلقت، بعد تأسيسها، مشروعا مهما، يهدف إلى المساهمة في تطوير استراتيجية وطنية تجمع جل القطاعات الوزارية لخلق وتسويق "ماركة المغرب" . ومن خلال دراسة قامت بها الجمعية حول صورة المغرب لدى مواطني بعض الدول الافريقية الفرنكوفونية والانكلوساكسونية، قال بادو إن النتائج كانت إيجابية جدا. ووجه بادو دعوته إلى تحصين صورة البلاد من الأزمات الأمنية في دول الخارج أو الأزمات الصحية حتى لا تتضرر قطاعات السياحة والصناعة. تجدر الاشارة إلى أن هذا المنتدى يحظى برعاية جلالة الملك محمد السادس منذ عام 1999. ويعتبر منتدى الأعمال للمدرسة المحمدية للمهندسين معرض للخدمات بالنسبة للشركات التي تحتاج مساعدة أو تزويدها بالمعلومات، وكذا للطلبة الباحثين عن وظيفة أو تدريب، وذلك من خلال الاتصال بكبريات المقاولات التي لهم معها شراكات أو تواصل.