قام طالب مكسيكي بمقاطعة الفائزة بجائزة نوبل الفتاة الباكستانية ملالا يوسف زي أثناء تسلمها الجائزة ، ملوحاً بالعلم المكسيكي، طالباً منها ألا تنسى المكسيك، قبل أن تقتاده الشرطة إلى الخارج. وأفادت الشرطة أنه طالب مكسيكي تقدم بطلب لجوء إلى النرويج، وما زالت دوافعه مجهولة. وأشار موقع "فايس" اليوم الخميس إلى أن الطالب كان يطالب من ملالا أن لا تنسى "مجزرة" مدرسة آيوتزينابا المكسيكية، والتي قتل فيها ما يقارب 49 طالباً بناء على طلب السلطات المكسيكية في سبتمبر (أيلول) الماضي. وأشارت وزارة الخارجية المكسيكية، في بيان لها، إلى أنه "تم إلقاء القبض على المواطن المكسيكي أثناء احتفال تسليم جوائز نوبل في أوسلو، النرويج". واستطاعت عدد من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي التعرف إلى الطالب الذي تبين أنه يدعى آدان كورتيز سالاس، 21 عاماً، وهو طالب في إحدى جامعات المكسيك، وكان طلب اللجوء إلى النروج يوم الثلاثاء الماضي. ويمكن من خلال العودة إلى حساب الطالب على موقع تويتر رؤية إحدى التغريدات التي يلفت فيها إلى سفره إلى النرويج من دون تحديد أهدافه من الزيارة. وكانت السلطات الأمنية في النرويج ألقت القبض عليه وهو يرتدي كاميرا على عنقه بعد أن دخل القاعة على أساس أنه صحافي. تسلم ملالا جائزة نوبل من جهة أخرى، تعهدت ملالا مواصلة النضال حتى إدخال آخر طفل إلى المدرسة، وذلك عند تلقيها جائزة نوبل للسلام مناصفة مع الهندي كايلاش ساتيارثي. وقالت ملالا التي باتت أصغر الحائزين على جائزة نوبل (17 عاماً): "سأواصل النضال حتى أرى كل الأطفال في المدرسة"، إلى جانب شريكها في الجائزة البالغ 60 عاماً أمضى 35 منها في مكافحة تشغيل الأطفال. وكاد التزام ملالا يودي بها، ففي 9 أكتوبر (تشرين الأول) 2012 اعترض عناصر من حركة طالبان في باكستان حافلتها المدرسية في وادي سوات مسقط راسها وأطلقوا رصاصة في رأسها، بتهمة الإساءة إلى الإسلام. لكن إصابتها الخطيرة لم تقتلها ونجت بأعجوبة من الموت بعد تلقي العلاج في برمنغهام في المملكة المتحدة حيث تقيم اليوم. وللمرة الأولى منذ محاولة قتلها، سيتم عرض زي المدرسة الذي كانت ترتديه وما زال ملطخاً بالدم، في مركز نوبل في أوسلو هذا الأسبوع. وتساءلت "لماذا الدول التي يقال إنها عظمى ناجحة جداً في إثارة الحروب وضعيفة جداً لإحلال السلام؟ لماذا يبدو تقديم الأسلحة سهلاً وتوفير الكتب بهذه الصعوبة؟ لماذا يسهل صنع الدبابات ويصعب كثيراً بناء المدارس؟" وملالا سبق أن حظيت بحفلات تكريم كثيرة ودعيت أيضاً إلى البيت الأبيض وقصر باكنغهام أو للتحدث من منبر الأممالمتحدة. ونشرت سيرة ذاتية لها والتقت أبرز الشخصيات عالمياً. وقالت رداً على أسئلة هيئة الإذاعة البريطانية يوم أمس الأربعاء حول ما إذا كانت تعتزم السير على خطى الراحلة بنازير بوتو وتولي رئاسة الحكومة: "إذا كان بوسعي أن أخدم بلادي عبر السياسة وأن أصبح رئيسة للوزراء، سأقوم بالتأكيد بهذا الخيار". ولكي تثبت أنها لا تعمل وحيدة في هذا المجال، دعت ملالا أيضاً ثلاث ناشطات أخريات من أجل حقوق الفتيات: باكستانية تناضل منذ ثمانية أعوام لتحقيق العدالة بعدما تعرضت لاعتداء جنسي وشابة لاجئة سورية ونيجيرية تبلغ من العمر 17 عاماً جاءت من منطقة خاضعة لسيطرة جماعة بوكو حرام المتطرفة. تسلم ساتيارثي جائزته أما الهندي ساتيارثي الأقل شهرة، فهو مؤسس منظمة "باشبان باشاو اندولان" (الحركة من أجل إنقاذ الطفولة) التي تؤكد أنها أنقذت منذ 1980 حوالى 80 ألف طفل يعملون في مصانع ومشاغل. وصرح ساتيارثي الذي درس الهندسة "أرفض أن أتقبل أن العالم أفقر (من أن يعلم الأطفال)، عندما يكفي أسبوع من النفقات العسكرية لإدخال جميع أطفالنا إلى الصفوف". وأضاف الناشط الذي تعرض للعنف عدة مرات "أرفض أن أتقبل أن تكون سلاسل العبودية اقوى من السعي إلى الحرية". وبحسب العادة، بدأ اليوم بلقاء الفائزين مع آلاف التلاميذ الذين وفدوا للترحيب بهم ولا سيما بملالا. وتسلم الفائزون الآخرون جوائز نوبل- وهي ميدالية ذهبية وشهادة وشيكا بقيمة 8 ملايين كورون سويدي (857 الف يورو)- في وقت لاحق في ستوكهولم وفي مقدمتهم الفرنسيين باتريك موديانو الحائز جائزة الأداب وجان تيرول الحائز جائزة الاقتصاد.