افتتحت، اليوم السبت بسلا، أشغال الدورة العادية للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية (دورة عبد الله بها). وأوضح رئيس المجلس السيد سعد الدين العثماني، في كلمة افتتاحية، أن هذه الدورة تنعقد في ظرفية يستعد فيها الحزب لخوض عدد من الأوراش السياسية والتنظيمية، وأيضا في سياق الإعداد للانتخابات المقبلة، مشيرا إلى أن هذه الدورة تأتي بعد وفاة الراحل عبد الله بها، الذي تمثل "حياته ووفاته دروسا لنا جميعا". وأبرز أن الحزب يشكل اليوم عاملا من عوامل الإصلاح الى جانب مختلف الاحزاب السياسية والقوى الحية، مشيرا إلى أن المجلس الوطني للحزب جسد باستمرار ترسيخ الديمقراطية الداخلية والحوار المسؤول الذي يعلي مصلحة الوطن والمصالح العليا للبلاد وثوابته الوطنية والدينية الراسخة. وذكر بالأدوار المنوطة بأعضاء المجلس الوطني والآليات المتاحة لهم قانونيا للتقييم وإبداء الرأي في عمل الحزب وتمثيل مبادئه والتصرف بمسؤولية عالية في واقع إقليمي ودولي مضطرب وصعب. من جهته، استحضر الأمين العام للحزب السيد عبد الإله بن كيران الظروف التي تلتئم فيها دورة المجلس الوطني للحزب والتي تشكل لحظة فارقة في مسار التطور السياسي والإصلاحي للحزب و"تقتضي وقفة تأمل صادقة لاستخلاص دروس فقدان قائد من القادة الكبار، كان لهم دور حاسم في هذا المشروع وصياغة منهجه، وتجسيد قيمه" واستشعار المسؤولية الضخمة الملقاة على عاتق الحزب ومناضليه" في المرحلة الراهنة. وذكر الأمين العام للحزب بالدور الحاسم للفقيد عبد الله بها، رفقة أعضاء الحزب، في بناء المشروع الإصلاحي الوطني وبناء منهجه وتحقق نتائجه، مؤكدا أن الحزب ومعه الوطن فقد شخصية فريدة وصفها جلالة الملك محمد السادس ب"رجل الدولة الكبير" لما كان يتسم به من خصال استثنائية. وجاء في التقرير السياسي للمجلس الوطني للحزب أن ثلاث سنوات على انطلاق قيادة الحزب للعمل الحكومي كانت "معتبرة"، واتسمت بعطاءات قوية وتمكنت من تجاوز تحديات جسيمة ومعالجة اختلالات كبيرة، وهي اليوم تستشرف آفاقا واعدة للإصلاح وتحقيق أهداف الإقلاع التنموي المنشود، مشيرا إلى مواصلة العطاء بالثبات وعدم التفريط في المبادئ والارتباط والتشبث بالمرجعية الاسلامية باعتبارها مصدر قوة الحزب وتجنب الحزبية الضيقة والتشبث بثوابت ومقدسات الامة والتأكيد على العمل في إطار المشروعية واحترامها، بالنظر إلى أن الاصلاح عملية مستمرة وتراكمية. واستحضر التقرير التحديات المطروحة على الحزب ومناضليه لتجسيد هذا النموذج والثبات على هذا المنهج من خلال الوفاء لنهج الاصلاح والانخراط بإيجابية في العقد الاجتماعي الناظم للمجتمع المغربي واحترام المشروعية والتعاون والوفاء بالالتزامات والدفاع عن المشروعية والديمقراطية الحزبية واستقلالية القرار الحزبي واحترام المؤسسات. ويتضمن برنامج هذه الدورة، التي تستمر يومين، تقديم تقارير أداء الحزب ولجنة مراقبة ماليته، والمصادقة على مشاريع توصيات وقرارات اللجان في تقييم اداء الحزب لسنة 2014، ومشروع برنامج الحزب لسنة 2015 ومشروع ميزانيته لسنة 2015، واستكمال تكوين هيئة التحكيم الوطنية وانتخاب رؤساء اللجن ومسطرة الترشيح للانتخابات الجماعية الجهوية والمهنية لسنة 2015، وتعديل النظام الداخلي للحزب وتعديل مسطرة اتخاذ الهيئات الانضباطية لقراراتها وتعديل اللائحة الداخلية للمجلس الوطني.
