عاد كنز الوثائق الشخصية لأسامة بن لادن إلى الواجهة من جديد، فبعد الغارة التي انتهت بتصفيته في أبوت الباكستانية وسمحت للمخابرات الأمريكية بوضع اليد على كمية هائلة من الكتب والمراسلات وأشرطة الفيديو، بما فيها الإباحية منها، وغيرها من الوثائق التي شغلت زعيم القاعدة في مخبئه، طفت على السطح وثائق من نوع آخر، تتمثل في 1500 شريط كاسيت قديم بعضها يضم تسجيلات لأغانٍ فرنسية شهيرة في السبيعنات لمغنٍ فرنسي، كانت على ملك بن لادن قبل هروبه من قندهار في 2001 وبعد هروب زعيم القاعدة من المدينة بعد العملية العسكرية الأمريكية التي انتهت باحتلال البلاد وطرد طالبان ومطاردة قياداتهم وقيادات القاعدة، تسربت آلاف الوثائق الصوتية تغطي 40 سنةً من مكتبة بن لادن الشخصية إلى خارج أفغانستان، على يد أجوار زعيم القاعدة الأفغان، قبل الوصول إلى الولاياتالمتحدة إلى مراكز أبحاث واستخبارات أيضاً. خُطب وفتاوى وأغانٍ ونقل موقع بي اف تي في الفرنسي، عن تقرير لبي بي سي، أن القسم الأكبر من التسجيلات الصوتية التي تضم عشرات الخطب الصوتية الدينية والفتاوى والدروس ولكن أيضاً تسجيلات لخطب وكلمات لسياسيين ومحادثات مختلفة، أصحاب بعضها معروف وبعضها الآخر مجهول، إلى جانب عدد كبير من الأغاني للمغني الفرنسي من أصل جزائري انريكو ماسياس. وحسب الموقع الفرنسي، فإن هذه التسجيلات انتهى بها المطاف في معهد "وليامس كوليج" في ولاية مساشوساتس الأمريكية، بين يدي الباحث والمتخصص في الآداب والثقافة العربية، فلايغ ميلر. وأوضح ميلر أنه استمع واطلع على 1500 شريط كاسيت، ومن بينها عدد كبير من الأشرطة لأغاني الفرنسي انريكو ماسياس، التي كانت بين هذه الوثائق الصوتية، مشيراً إلى أن ذلك، يمثل "مفاجأة كبرى نظراً لما يمثله الغناء بشكل عام لدى المتشددين الدينيين في المشرق العربي، وغناء الأجانب بشكل خاص بالنسبة لشخص مثل بن لادن". هرطقة وأضاف ميلر أن "هذه الأغاني تؤكد أن المستمع إليها كان في فترة معنية من حياته على الأقل معجباً بها رغم أنها لمغني فرنسي جزائري الأصل، ويهودي"، من الذين اضطروا إلى مغادرة الجزائر بعد الاستقلال نحو فرنسا، ليشكلوا ما يُعرف بذوي "الأقدام السوداء" أو المستوطنين السابقين. وقال ميلر إن "العثور على هذه التسجيلات بين أغراض بن لادن مثير للانتباه خاصة أن مجرد الاستماع إليها كفيل بتصنيفه بين المارقين عن الدين والمهرطقين". يُذكر أن ماسياس يشتهر بأغانيه الغربية ذات الألحان والطابع الشرقي، ولكنه أيضاً من أكبر أعداء الجزائر المستقلة، ومن أشد المتحمسين لإسرائيل وسبق له الانخراط في صفوف الجيش الإسرائيلي وأداء خدمته العسكرية فيها.