اخلى رجال الجمارك والشرطة الليبيون لبضع ساعات نقطة العبور الرئيسية على الحدود بين ليبيا وتونس في راس جدير، كما افادت مصادر عسكرية وجمركية وشهود تونسيون اتوا من الاراضي الليبية لوكالة الأنباء الفرنسية. وقال عنصر في الجمارك من الجانب التونسي من الحدود في راس جدير على بعد نحو ثلاثين كلم من مدينة بنقردان قبل ظهر اليوم "لم يعد هناك من رجال جمارك ولا رجال شرطة ليبيين في نقطة العبور". واكد عسكري "نحن من نهتم بكل شيء على الحدود". واكد العديد من التونسيين المقيمين في ليبيا والذين وصلوا قبيل ظهر الاثنين الى تونس، هذه المعلومات. وقال مسؤول نقابي في الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) في بنقردان حسين بالطيب "لكن قبيل الظهر اعلن شاهد انه خضع لتفتيش رجال جمارك وشرطيين على الجانب الليبي من الحدود". وأخلت الشرطة الليبية ظهر الاحد مدينة الزاوية الليبية (60 كلم الى غرب طرابلس) التي غرقت منذ ذلك الحين في حالة من الفوضى، كما قال عدد من التونسيين الذين وصلوا صباح الاثنين من هذه المدينة الى بنقردان التونسية القريبة من الحدود بين البلدين. أكد الإتحاد الدولي لحقوق الانسان أن عدد القتلى في احتجاجات ليبيا وصل إلى 400. وسقطت مدن ليبية عدة بينها بنغازي وسرت بايدي المتظاهرين اثر عمليات فرار من الجيش. ونهب متظاهرون مساء الاحد مبنى تلفزيون واذاعة حكوميين في طرابلس حيث احرقت ايضا مراكز للشرطة ومقرات للجان الثورية، كما افاد شهود وكالة الانباء الفرنسية. وقال أحد الشهود طالبا عدم الكشف عن اسمه ان "مبنى يضم قناة الجماهيرية الثانية واذاعة الشبابية تم نهبه". واضاف الشاهد ان مبنى قناة الجماهيرية الاولى، القناة الحكومية الرئيسية في ليبيا، لم يمس. وتوقف بث قناة الجماهيرية الثانية مساء الاثنين لكنها ما لبثت ان عاودت البث صباح الاثنين. وقناة الجماهيرية الثانية هي القناة الثانية في التلفزيون الحكومي، اما اذاعة الشبابية فأسسها في 2008 سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي ثم جرى تأميمها. من جهة اخرى افاد شهود لوكالة فرانس برس ان عددا من المباني العامة تم احراقها في عدد من احياء العاصمة مساء الاحد بينها خصوصا مراكز شرطة ومقرات للجان الثورية قرب الساحة الخضراء في وسط العاصمة حيث دارت مواجهات عنيفة مساء بين متظاهرين مناوئين للنظام واخرين موالين له. وقال احد سكان طرابلس إن "قاعة الشعب" المبنى الواقع في وسط العاصمة والذي تجري فيه غالبا الفعاليات والاجتماعات الرسمية تم احراقه ايضا. ويقع هذا المبنى في مكان غير بعيد عن وسط العاصمة عند مدخل حي الاندلس السكني. وليل الاحد الاثنين سمع اطلاق نار كثيف في العديد من احياء العاصمة حيث دارت ايضا مواجهات بين متظاهرين موالين للنظام ومعارضين له.