قال فريق من العلماء الأستراليين اليوم الثلاثاء (29 نوفمبر/تشرين الثاني 2016) إن المياه الدافئة حول الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا قد دمرت ثلثي منطقة شعاب مساحتها 700 كيلومتر. يأتي ذلك خلال الشهور التسعة المنصرمة في أسوأ تكلس يسجل بالموقع المدرج على قائمة التراث العالمي. ويوجه اكتشاف التدمير في شمال الحاجز ضربة قوية للسياحة في المكان الذي أفاد تقرير في 2013 بأنه يدر نحو 5.2 مليار دولار أسترالي (3.9 مليار دولار أمريكي) سنويا. وفي سياق متصل، قال الأستاذ أندرو بيرد، وهو باحث في جامعة جيمس كوك وشارك في إجراء مسح للشعاب المرجانية، لرويترز عبر الهاتف "إن الشعاب المرجانية تهترئ." وأضاف أن هذا التكلس هو "قطعا" أكبر ما تم تسجيله في أي مكان. ويرجع ذلك إلى مساحة الحاجز المرجاني العظيم الذي يغطي 348 ألف كيلومتر مربع، فهو أكبر حاجز مرجاني في العالم. ويحدث التكلس بسبب دفء سطح المياه في المحيط وهي ظروف مواتية تدفع الشعاب المرجانية إلى طرد الطحالب منها، ما يؤدي إلى تكلسها. ويمكن للشعاب، التي تتكلس قليلا، التعافي إذا انخفضت درجات الحرارة. وأفاد المسح بأن هذا الأمر حدث بالفعل في الأجزاء الجنوبية من الحاجز، حيث تكون فرص بقاء الشعاب المرجانية حية أكثر. وكانت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) أحجمت عن إدراج الحاجز المرجاني العظيم على قائمتها للمواقع "المعرضة للخطر" في مايو/أيار، لكنها طلبت من الحكومة الأسترالية إفادتها بمستجدات التقدم الذي تحرزه في سبيل حماية الحاجز. ويقول علماء المناخ إن زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو تحبس الحرارة الصادرة عن الأرض مما يتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري. وأستراليا من أكبر الدول المسببة لانبعاثات الكربون لاعتمادها على مصانع تعمل بالفحم لتوليد الكهرباء. وقال تشارلي وود، وهو عالم بيئي في حركة 35 دوت أورغ"، وهي حركة مناهضة للوقود الأحفوري، "تغير المناخ يقتل الحاجز المرجاني العظيم." وأضاف في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني "استمرار التعدين وحرق الفحم والنفط والغاز يضر بالمناخ بشكل لا يمكن إصلاحه. إذا أردنا لأطفالنا الاستمتاع بالحاجز المرجاني العظيم لأجيال قادمة، فيجب علينا التحرك الآن لإبقاء الوقود الأحفوري في الأرض."