بعد أن منعت قوات الأمن عناصر من جماعة العدل والإحسان من الاعتكاف في المساجد، وهي عادة دأبوا على ممارستها خاصة في العشر الأواخر انتقل الصراع من بين الجماعة والدولة إلى صراع بينها وعبد الإله بنكيران. وقال مصدر مطلع إن عدد المساجد الذي منع فيها الاعتكاف بلغ 13 مسجدا بمدن مختلفة بالمغرب من بينها سبعة مساجد بوجدة وثلاثة مساجد بمدينة بوعرفة وثلاثة مساجد بزايو ومسجد بكل من تندرارة وفجيج وبني تجيت وتاوريرت، وأخر ببعض المناطق خارج المدار الحضري. وعمدت عناصر من الأمن مدعومة برجال السلطة المحلية إلى منع إقامة سنة الاعتكاف التي دأب أعضاء بجماعة العدل والإحسان المحظورة على إحيائها في العشر الأواخر من شهر رمضان، حيث طرد 38 معتكف بالقوة من مساجد بالحي الجديد وسيدي عثمان والنهضة بزايو بدعوى أنهم لا يتوفرون على ترخيص من السلطات، إضافة إلى مسجد حمزة المعروف بمدينة بركان، الذي داهمته السلطات المحلية لمنع الاعتكاف به. وحسب بلاغ لجماعة العدل والإحسان أصدرته أمس الأحد، فإن الجماعة استنكرت منع الاعتكاف وتهديد المصلين وأعضاء تابعين لها بمدن مختلفة بالمغرب. وجاء في البيان التنديدي أنه "إحياء لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان المبارك تشهد مدينة وجدة إقبالا متزايدا على الاعتكاف منذ أزيد من عشرين سنة. يقضي المعتكفون خلال تلك الأيام والليالي كل وقتهم في الصلاة وتلاوة القرآن والذكر والدعاء... في أجواء ربانية لا يعرف لذتها إلا من ذاق حلاوتها، إلا أن هذا العام كان استثناء، فقد فوجئ المعتكفون هذه المرة بتدخل سافر للقوات المخزنية لمنع الاعتكاف وطرد المؤمنين من بيوت الله بالقوة في بعض المساجد، وقد بلغ عدد المساجد التي أخرج منها المعتكفون عنوة حتى اللحظة 13 مسجدا وهي: مسجد الريان (بحي قادة حسين) ومسجد الرضوان ومسجد الشريعة ومسجد حي السمارة, و مسجد الصفة ومسجد السلام ومسجد الإيمان (بحي الفتح) ومسجد الغفران ومسجد الوحدة ومسجد الخلفاء ومسجد المدينةالمنورة ومسجد بنعدي ومسجد معاذ بن جبل". وكان رد رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الاله بنكيران، على سؤال أحد قياديي حركة التوحيد والإصلاح حول موضوع فض الاعتكافات في المساجد الذي تباشره السلطات الأمنية بمجموع مساجد المملكة بمناسبة العشر الأواخر من رمضان. "عندما ننتهي من حل مشاكل المغاربة سنتفرغ للإعتكاف بالمساجد". وأضاف بنكيران أنه عند الانتهاء من إيجاد الحلول لمشاكل المغاربة سوف لن تكون حاجة لأحزاب سياسية وسيفتح مقر حزبه لمن أراد أن يعتكف فيه، أما الآن فلا مجال للانخراط في بوليميك لا طائل منه مادامت مشاكل المغرب قائمة.
