تفاصيل مباحثات بين أخنوش ورئيس وزراء الأردن    وزارة العدل تتهيأ لتطبيق برنامج رقمي يساعد القضاة على تحرير الأحكام في سياق وصل الذكاء الاصطناعي بالمحاكم    من الصعب على المغاربة تقبل استمرار هذه الحكومة    عيد الأضحى.. الONCF يبرمج 240 قطارا يوميا لتلبية احتياجات المسافرين    استيقظوا!.. أوروبا في خطر بعد صعود اليمين المتطرف        كأس العرش: تأجيل مباراة نصف النهائي بين الرجاء الرياضي أمام مولودية وجدة    القناة الثقافية تحاور الناقدة والروائية المصرية شيرين أبو النجا    الموت يحزن سعد لمجرد    الفنانة التشكيلية كوثر بوسحابي.. : أميرة تحكي قصة الإبداع من خلال لوحاتها    بوطازوت وداداس يجتمعان من جديد في المسلسل المغربي "أنا وياك"    الفنان عادل شهير يطرح كليب «دابزنا» من فرنسا    قصيدة: لاهِثٌ أُلاحِقُ بَقِيّتي    مالاوي.. مصرع نائب الرئيس وتسعة آخرين في حادث تحطم طائرة    المغرب يلتزم بإدماج التقنيات النووية السليمة في مختلف القطاعات    ماسك يهدد بحظر أجهزة "آبل" لتفادي عمليات التجسس    الحكومة تكشف خطتها لتسريع الإقلاع الاقتصادي وخلق فرص شغل قارة للمغاربة    المغرب ضيفا على الكونغو برازافيل في أكادير..    تصفيات المونديال.. المغرب يواجه الكونغو اليوم الثلاثاء وعينه على تعزيز صدارة المجموعة الخامسة    بمعنويات عالية.. أسود الأطلس يواجهون الكونغو وهدفهم تحقيق النقاط الثلاث    جثة هامدة تستنفر أمن طنجة    انتحار فتاة بسبب "الباك" يسائل دور المدرسة والأسرة في المواكبة النفسية للتلاميذ    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الثلاثاء    سوق الأغنام بالرباط.. المعادلة المتداخلة لاختيار أضحية العيد    الارتفاع يطبع تداولات بورصة الدار البيضاء    وهبي يقترح "وساطة مستقلة" لإبعاد نزاعات الزواج والشغل عن القضاء    "شغيلة التلفزة" تنادي بزيادة في الأجور    حماس تعلن قبولها قرار مجلس الأمن لوقف الحرب في غزة    " فخورون، معلقون وعنيدون بعض الشيء"، عن منطقة كتامة والحشيش وأشياء أخرى..فيلم بالمسابقة الرسمية لفيدادوك    مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش تنظم ورشة لتلقين مبادئ النقد السينمائي وتجويده، لفائدة الصحفيين    أطباء: مليون ونصف مصاب بالسكري لا تصلهم علاجات وزارة الصحة والتغطية الصحية لا تزال ضعيفة    ارتفاع درجات الحرارة من أكبر التحديات في موسم حج هذا العام (وزارة الصحة السعودية)    ميناء طنجة المتوسط يترقب رقما قياسيا جديدا بمعالجة 9 ملايين حاوية في 2024    غرفة التجارة بجهة طنجة تبحث عن تعزيز الشراكة مع نظيرتها الإيطالية    "نقاش نووي" يجمع المغرب وأمريكا    خبراء يوصون باستخدام دواء "دونانيماب" ضد ألزهايمر    الداكي: النيابات العامة استقبلت خلال سنة 2023 ما مجموعه 35 ألف و355 طفلا    العصبة تعلن عن برنامج الجولة الأخيرة من بطولة القسم الثاني    إقصائيات كأس العالم.. عموتة يتطلع للانتصار على السعودية والانقضاض على صدارة المجموعة    كيوسك الثلاثاء | ثلث الشباب المغاربة يفكرون في الهجرة    اجتماع يُنهي أزمة فريق المغرب التطواني    أمطار رعدية بالريف والجهة الشرقية اليوم الثلاثاء    دراسة علمية أمريكية: النوم بشكل أفضل يقلل الشعور بالوحدة    الرسم البياني والتكرار الميداني لضبط الشعور في الإسلام    الحكومة التركية تدرس ضريبة جديدة    اسعار الاضاحي تفسد فرحة العيد وأسر تفكر في الاستغناء عن شعيرة الاضحية    أسعار النفط ترتفع بدعم من آمال زيادة الطلب على الوقود خلال الصيف    مهارة الاستماع للآخر    الحج ب "التهريب": "اضطررنا إلى التحايل لأداء الفريضة"    مديرية الحموشي توضح بشأن فيديو "ابتزاز شرطي لمبحوث عنه"    الركراكي يتقدم بطلب خاص للصحافة قبل مواجهة الكونغو    ارتفاع نسبة الاعتقال الاحتياطي للأحداث    سيدة أعمال تعلن ترشحها لانتخابات الرئاسة الجزائرية    الأمثال العامية بتطوان... (621)    أطباء يستعرضون معطيات مقلقة حول مرضى السكري بطنجة    «شهادة أداء مناسك الحج» ثانية للحجاج المغاربة، وحواجز ومداهمات وعقوبات على المخالفين    الوفد الرسمي المغربي للحج يحط بجدة    أزيد من 300 حاج مغربي استفادوا من مبادرة "طريق مكة" إلى غاية 9 يونيو الجاري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحرير العقل المسلم من سطوة الخرافة خطوة نحو بناء الحداثة الاسلامية (النقد المزدوج)
نشر في أخبارنا يوم 22 - 04 - 2019

يعتقد بعض مدعي الحداثة والتجديد عندنا في العالم العربي والاسلامي ان تطوير وتجديد الخطاب الديني وقراءته بأدوات معاصرة ومناهج حديثة ، لبد و ان يتعاطى هذا التجديد والتحديث المزعومين مع الايات القرانية القطعيات الدلالة للاتيان بحقائق جديدة ولاكتشاف عوالم وفتوح وتفسيرات غير مسبوقة.

(ظنا منهم ان العلم الحاصل بطريق الوحي يناقض العلم الحاصل بطريق العقل) (1).
والحقيقة انها دعوة غريبة ملتبسة مجانبة للصواب , وإلا ينبغي ان يخبرنا اصحاب هذا الطرح الحدثي العلماني ,ان هذا القران لم يعد صالح للزمان الحاضر زمن التكنولوجيا والتقنية المتطورة، وانه وجب علينا الاستغناء عنه والاخد فقط بالقوانين الوضعية المادية ،ان وقف النص في وجه التاويل العقلي,
اذا ارادت الامة النجاة والعبور الى بر الامان لتامين وضعها المازوم .
وهي فكرة غير دقيقه تحتاج لتوضيح اكثر وتبيان غفل عنه العقل الحداثي العلماني العربي ،المهووس بكل ما هو دخيل على ثقافتنا الاسلاميه وبكل ماهو انتقاص من مقوماتها الحضارية والثقافية .
والمبجل لكل ماهو غربي.
وحتى لايفهم من كلامي اني ضد خطاب التجديد والتحديث فالمقصود هنا التجديد في القوالب الفكرية الناظمة لتفكير العقل المسلم وفي هدم الاصنام والخرافات الثاوية في عقول المسلمين حسب -عبارة نيتشه- لتغيير بنية افكارهم الموروثة ارثا تقليديا لاواعيا نمطيا من التراث دون المساس طبعا باحكام
القران الكريم .

اذ ليس الاشكال قاصرا على الآيات القرآنية القطعية اوالظنية الدلالة ، او ان المشكل يكمن في إغلاق باب الاجتهاد الذي اقفله اتباع المذاهب السنية الأربعة وراءهم في عصور الجمود والانحطاط ،اوان المشكل في عقل الشافعي او مالك او في علم اصول الفقه.
بل هو اشكال اعمق بكثير من قطعيات القران الكريم ،انه اشكال يمس جوهر تشكل التفكير الديني الموروث عند المسلمين الذي امتزج بالقبلية الاجتماعية القروسطية
و (التكييفات الفقهية السياسية المدلسة الخادمة لأغراض وايديولوجيات فقهية وسياسية معينة) (2).
التي حاولت جاهدة التلاعب بالعقل الفقهي الاسلامي وتكييفه مع الاهواء لصالح مصالح الناس الاجتماعيه والسياسيه كي يجدوا لهم موطىء قدم في الساحة الاجتماعية والسياسية وحتى المادية لتحقيق الغنى والجاه والسلطان والوجاهة ولو بالتوظيف السياسي للدين .
حتى تمكن هذا العقل الإسلامي المكيف الجديد من خلق اسلام قبلي عرفي طقوسي قبوري تبريري قياسي وسطحي غير متسم بنزعة حضارية ولاعقلانية ، همه ارضاء الاهواء والنزوات والمطامح.
وغير منضبط بحركة الاسلام الكلاسيكي الحضاري الاصيل، وايضا غير مواز له على صعيد الممارسة العملية الحقة بنهج قويم وسليم.
هذا الاسلام التقليدي المزيف الجديد اصبح
يبحث له عن شتى التبريرات للبقاء ضمن داىرة الإسلام الحضاري ، وانه اي هذا الاسلام المكيف ،رغم انحرافه مازال متشبت بداىرة القران يستنبط منه لصالح اجنداته السياسية، يقنع الناس انه اصيل وانه الوحيد الذي يرى مالايرى الناس ولايدركون،
كي لايتم تهميشه ويطرد -بضم الياء- خارج هذه الدائرة الرسمية وكي لايعزل ويرمى بعيدا عن الاسلام الحضاري العقلاني حتى ولو ادى به الامر الى جعل الاحكام الفقهية الظنية الدلالة قطعية فلا ضير عنده .

هذا هو عمق الاشكال الذي غفل عنه العقل الحدثاوي العربي الذي ظن المشكل في الآيات القطعية وأنها سبب تخلفنا ورجعيتنا ان لم نعطيها تاويلا جديدا عقلانيا يلاىم العصر الحديث ويواكب الحداثة العقلانية والقوانين الدولية والأحكام الوضعية
المنتصرة لفكر هانتغتون الذي يقول-ان المعتقدات الغربية العالمية تفترض ان شعوب العالم باسره لابد لها ان تعتنقد القيم والمؤسسات والثقافة الغربية لانها تجسد ارقى فكر ولانها اكثرها استنارة و لبيرالية وعقلانية وحداثة وحضر(صدام الحضارات).

وكيف لنا ان نعطي القطعي الدلالة تاويلا جديدا لم يعطيه رسول الله( ص) ولااصحابه رضي الله عنهم.
ونحن نعلم ان القطعي الدلالة( هو مادل على معنى متعين فهمه منه ولا يحتمل تاويلا ولامجال لفهم معنى غيره منه)(3). فالقطعي بهذا المعنى هو صلب الوحي القراني الذي لا يتغير بزمان ولا مكان .كايات الميراث وتعدد الزواج والربا والزنا الذي لامكان فيه لاجتهاد جديد . مثل ان تصبح العلاقات الرضاىية بديلا للزواج الى غير ذلك من الاحكام.

إن موقفي الذي ادعوا إليه هنا هو موقف توفيقي يدعوا الى( الاخد من الحداثة الاوربية ما لايتناقض مع قيمنا الدينية والحضارية ومن التراث العربي الاسلامي مايساير العصر الحاضر ومتطلبات التقدم) (4) .
فالمسالة اذن تتعلق بتحرير الاسلام مما علق به في ازمنة الانحطاط خاصة في( باب الاحاديث الضعيفة وخبر الاحاد الذي انزل -بضم الهمزة- منزلة القران والمندوب الذي انزل منزلة الواجب والظني الذي اصبح قطعي) (5)
وتاويلات الفقهاء الممزوجة بنكهة سياسية خاصة في مسالة القضاء والقدر والجبر والاختيار اللذين لبسا رداء سياسيا ( حيث تم توظيف الايات القرانية توظيفا لاغراض سياسية دنيوية قطعتها عن سياقها وعزلتها عن اسباب نزولها )(6)
هنا يكمن الخطر على العقل المسلم الذي وجد نفسه تاىها حاىرا بين تاريخ قديم من الخلافات الفقهية العقيمة التي لاتسمن ولاتغني من جوع ولا تلامس قضايا الشباب الحالي واهتماماته، كبعض خطب الجمعة الجامدة البعيدة عن العمق الحضاري للاسلام المغرقة في بديهيات الدين من وضوء وصلاة وصيام ومواعظ ، وكانها موجهة لاناس حديثي عهد بالاسلام، وبين صمت العلماء الربانيين عن توجيه الناس لفهم صحيح الاسلام من دخيله.
لكنها اي هذه الخلافات الفقهية العقيمة التي استطاعت ابعاد الشباب المسلم عن هموم الحاضر و التي لم يفهم اصولها السياسيةالتارخية اساسا، مارست التضليل والتخدير بوعي او بدون وعي واسهمت في تاخير الامة لقرون عديدة وعطلت ملكة التاويل الحقيقي للظني الثبوت والاحاديث النبوية ، من اسنباط الاحكام العميقة المراعية فقه الواقع ،

و نضرب مثال هنا ، ماوقع في حفل استقبال البابا مزجت فيه الترانيم النصرانية واليهودية بابتهالات دينية وتهاليل ،اعتبرت من قبل البعض الذي مازال يمارس مامارسه العقل الفقهي القديم من تمويه وتضليل وتزمت، بدعوى الدود عن حمية الدين ،والغيرة على دين الله , اعتبرت بدعا من القول وزورا واثما مبينا يلزمه استنكار وشجب،
والحقيقة يقول احد ابرز قامات الفكر القانوني والفقهي في احد كتبه (وقبل القران زواج الكتابيين من بعضهم البعض ولم يفرق بين الرسل سوسيولوجيا في المجتمع المؤمن من ادام الى محمد ، فكيف يضمن المسلم ذهاب زوجته المسيحية الى الكنيسة ويحضر اعيادها ويسقي نفسه من ريق فم شرب الخمر ،ونقول ان الاسلام لايعمل على تجاوز الاختلافات الثقافية، ويكمن سره في تقديم حقوق الانسان العابرة للاديان بقوانين الفطرة والعلم على باقي العوامل) (7) انتهى الاقتباس.
الم يكلمنا ربنا عن اهل الكتاب ودعى الاحسان اليهم قال تعالى :*ذلك بأن منهم قسيسين و رهبان وانهم لايستكبرون،واذا سمعوا ما انزل الى الرسول ترى اعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا ءامنا فكتبنا مع الشاهدين* صدق الله العظيم
وهاهم علماؤنا الاجلاء ثارت ثائرتهم لمجرد لوحة فنية بنكهة التسامح والحوار , يخرجون عشرات البيانات والمقالات دفاعا عن الاسلام ويكيلون كل انواع التهم للغرب المسيحي الملحد الذي همه حسب ظنهم هو تنصير ابناىنا ومحاربة اسلامنا ودينينا وقيامنا.
ونسوا او تناسو أن هذا الغرب المسيحي الملحد ليس على شاكلة واحدة، فاغلبهم المسيحي العلماني المتسامح المدافع عن حقنا في الوجود، يبني لنا المساجد فوق أرضه ويحتضن أنشطة علماىنا الدعوية حتى المتطرف منها على دياره ، ومنهم الصهيو صليبي المتعصب الحاقد. على الاسلام , وهم أقلية متزمتة نازية طبعا .

فلماذا ياعلماؤنا الاصرار على وضع البيض في سلة واحدة والايمان دوما بنظرية المؤامرة ضد الإسلام .الاترون انه يتم قمعكم في بلدانكم ويتم التضييق على انشطتكم وربما منعكم في دياركم , فحين هذا الغرب المسيحي اللاىكي الملحد يفتح أحضانه حتى للمتطرفين ينعمون بالحرية والحماية .فكفى من خطاب التحريض وعمى الالوان فالحروب الصليبية انتهت وهناك الان غرب سياسي ،ينبغي التعامل معه باليات جديدة عصرية غير تلك التي تحاول استرداد نفس الاليات القديمة

صحيح ان خطاب الالحاد والتنصير طفا مؤخرا على سطح الاحداث ووجب الانتباه له , لكن يبقى مصدره ابناء جلدتنا وابناء اوطاننا الذين ضاقوا درعا بخطابتكم الفقهية الميتة المتزمتة التي لاتخاطب فيهم العقل والروح بقدر ماتخاطب فيهم الانقياد والطاعة العمياء والركون للماضي وكانهم معزولين في جزيرة ناىية عن العالم، وكانهم اموات لااحياء .

والدليل برامج الاخ رشيد و حامد عبد الصمد ومجموعات الملاحدة والعلمانيين على فيسبوك: تتلاعب بمشاعر الشباب الدينية وعواطفهم القلبية ويستغلون حاجتهم وتعطشهم لفهم دينهم فيسقطون في دغدغة العواطف ومتاهات التشكيك في القران والحديث والسبب راجع بالاساس الى غياب مؤسسة العلماء عن القيام بدورها التنويري التعليمي التثقفي وانسحابها لصالح هؤلاء يلقنونهم الجهل و الخرافات المثيرة للغثيان بدعوى انها تجديد وكشف عظيم للمسلمين وتبيان للحق وهي الباطل بعينه.

. فالتطوير والتجديد والتحديث من وجهة نظري ينبغي ان يكون في الامور التي تكبل وتشل وتعيق تفكير المسلمين وتبطل لديهم حاسة النقد والتفكير
وتوهمهم بالاعتقاد في الخرافات الباطلة التي ليست من الاسلام في شئ ولا قال بها الشرع الحنيف, بل علقت به في عصور الانحطاط والجمود , كالإعتقاد في الاضرحة والدروشة والاوهام والاساطير والخرافات والتصوف الشركي والاعتقاد في السحرة والارواح الشريرة والخزعبلات وغيرها من الهرطقات,
مما يعطل لدى الناس حاسة التفكير والفهم والابداع والخلق والابتكار ، ويدخلهم في باب الوهم والمتاهات والوساوس والخوف حتى من الدين نفسه ، ويصبح الفرد المسلم حائرا تائها يلوك كلام ماقال العالم الفلاني وما لاك العالم العلاني ممايولد معه الاضطرابات والامراض النفسيه - مثل البارانويا والاكتئاب وتعاطي الشعودة والدجل والسحر
والرقية الغير المنضبطة للشرعية عند أغلب المسلمين خير دليل . حيث يبتعد الفرد المسلم عن العلم والطب والدواء الموصى به في نصوص القرآن والسنة ويعتنق الخرافة.

ان العقل الحداثي العلماني العربي عليه ان يدرك ان الخوض في القطعيات وتاويلها ليست هي جوهر اشكال تخلفنا الحضاري المادي والفكري ولا هي الكابح والمعيق لتقدمنا ، بل العقل الخرافي كما سوف ابين في ماياتي سبب انتكاساتنا الحضارية والثقافية.
حيث يستغل المدلسون والمشعوذون وتجار الدين في كل عصر من العصور الفقر والجهل والخوف من المستقبل لزع الاوهام والمخاوف في عقول المسلمين، حيث يجعلونهم يعيشون حالة من الارهاب والقلق الروحي والنفسي من قبيل اقناع البعض بأنهم مسحوريين ومستهدفين وأنهم فقراء بفعل فاعل متربص بهم وانهم مرضى بفعل شياطين خالطتهم المكان والزمان وأنهم عاجزون عن تحقيق الغنى وتطوير الذات بإرادة فلان وفلانة اللذان يلاحقانهم ويكيدون لهم المكاىد ويتربصون بهم الدوائر.

او حينما يستغلهم اصحاب المذاهب لخندقتهم وفق اجندة معينة وايديولوجية محددة ,مثلا كإقناعهم بإتباع فرقة اصولية متطرفة معينة او اتجاه فلسفي وسياسي متطرف دون تزويدهم باليات استخدام العقل ودون تزويدهم بوسائل الحجاج و الاقناع والنقد الكفيلة بتغيير نمط تفكيرهم وعدم سقوطهم ضحية لافكار التطرف، حتى لا يسهل تجييشهم وادلجتهم وتجنيدهم لاغراض معينة وحتى لايتم توظيفهم وفق هوى اي مدلس او صاحب دعوى كيفما كان نوعه وتفكيره.
وهذا ما نراه لدى بعض الانظمة السياسية التي تستعملهم كحطب ووقود لخدمة اهدافها السياسية والايديولوجية والدينية والبروباكاندا الدعاىية ،
بدل ان تجعلهم يفكرون ويختارون لانفسهم ولذواتهم وفق قناعاتهم الشخصية وعلى قدر افكارهم وافهامهم
عند ذالك إما يؤمنون اويكفرون بما يرونه مناسب لهم لقناعاتهم الذاتية .
وهذا هو جوهر وروح الاسلام الحضاري المتنور الذي قال لاإكراه فالدين \من شاء فليومن ومن شاء فل يكفر \ افأنت تكره الناس حتى يكونوا مِؤمنين/ لكم دينكم ولي دين.
وغير ذالك من الايات القراَنية الحداثية في باب العقيدة والاعتقاد , فما بالك في باب السياسة وباب الامور النسبية والامور الدنيوية العابرة .
وهنا يظهر لنا غياب العلماء عن التأطير الحقيقي للناس وإفهامهم الاسلام الصحيح , غير ان العلماء والفقهاء يفضلون احاديث مبطلات الصيام ونواقض الوضوء وتبرير الفقر والحث على الصبر والركون للماضي والتقوقع المذهبي ضنا منهم انهم يخدمون الاسلام خدمة عظيمة، فحين انهم لايعيرون
اي اهتمام لتحرير الفرد المسلم من العبودية الفكرية ، هذا ان كانوا هم انفسهم قد تحرروا منها ، وكيف لهم ان يتحررو ا من العبودية بأشكالها وهم يعادون حتى الخطاب الفلسفي المعتدل والمتنور ويعتبرون كل حداثة اسلامية وتجديد فقهي هرطقة وبدعة وجب التصدي لها ،
وابن رشد خير مثال ، ولانستثني العصر الحديث من التكفير والتخوين مع فلاسفة متنورين امثال عابد الجابري وطه عبد الرحمان وفضل الرحمان ومالك بن نبي وعلي شريعتي ومحمد حسين فضل الله والشيخ محمد الغزالي ومحمد عبده والافغاني والكواكبي وغيرهم من المجددين والمتنوريين اصحاب الخطاب الاسلامي الحداثي الحضاري المعتدل .

.فهل الاسلام يا علماء وفقهاء الامة دعا للتحرير والتنوير ام للتزوير والتنفير ؟. وشغلنا بسافسف الامور وبدع القرن 21 التي اخترعتموها ،فلا نجد لكم صوتا لدعوة الشباب ليكون حامل مشعل الااسلام الحداثي المعاصر .وكيف للشباب ان يكون منخرطا في قضايا التحديث والتجديد والدفاع عن المشروع الاسلامي الحداثي وانتم تسوقون له الوهم والخزعبلات الماضوية والصراعات الفقهية البالية وانتم تخاصمون كل دعوة للتجديد والتنوير والتشكيك في اسلام صاحبها وايمانه.
وها نحن نرى شباب اليوم يحتضن ويعتنق خطاب الحداثة الغربية دون تردد ودون تمحيص ودون نقد لانكم تركتموه لخطابكم المتزمت الذي لايراعي خصوصية اجيال اليوم ومطالبهم المستجدة وتعطشهم لخطاب انوري اسلامي منفتح .
و ها نحن نرى بعض الفقهاء غفر الله لهم يبين هل مضاجعة الدمية حلال ام حرام وهل مضاجعة المرأة الميتة حلال ام حرام وهل الارض كروية ام مسطحة؟
وغيرها من الفتوى المزيفة والمخدرة لوعي الناس مع شيوخ لانود ذكر اسماىهم وتخليدهم هنا ،لانه لايخلد الا العظماء في التاريخ.
.وهذا ما جاء الاسلام الحضاري ليحرر الناس منه، من عبادة العباد الى عبادة رب العباد وقول الامام مالك (كل يؤخد من كلامه ويرد ،الاصاحب هذا القبر ) يقصد رسول الله *ص*، فكيف ان تجرات ورددت عليهم؟
وهذا هو جوهر وكنه الحداثة والتنوير الاسلاميين ، فالعقل المسلم المستقيم السالم هو الذي يهتدي بدلالات الوحي والعقل لا بدلالة قال الشيخ الفلاني وحكى الشيخ العلاني، وهذا هو جوهر الدين الحق .
وهذا ما ينبغي ان يسعى له المصلحون الحقيقيون لاصلاح الامة.
المصادر
1_ مجلة الوحدة /ع81/سنة1991/العرب والتنوير
2- كتاب (في الفقه السياسي ) مقاربة تاريخية
الدكتور محمد محمد امزيان.
3- علم اصول الفقه تاليف(عبد الوهاب خلاف)
4-المشروع النهضوي العربي - مراجعة نقدية (الدكتور محمد عابد الجابري)
5-محاضرة على يوتيوب للدكتور عبد الحميد العوني بعنوان (الاسلام والحداثة)-مقاربة تحليلية
6- التراث والحداثة -دراسات ومناقشات- (الدكتور محمد عابد الجابري)

7-كتاب القران مرجعية قانونية لمبدا حقوق الانسان (الدكتور عبد الحميد العوني )


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.