يواصل الرئيس الجزائري "عبد المجيد تبون" نيابة عن نظام الكابرانات، شن حملاته العدائية (حرب كلامية) ضد المغرب، في كل مناسبة تتاح له الفرصة فيها من أجل توجيه رسائل (جوفاء) إلى الرباط، تماما كما حصل خلال المقابلة التلفزيونية الأخيرة التي أجراها "تبون" مع قناة عربية معروفة. هذه التصريحات المعادية للمغرب، ارتفعت حدتها بشكل لافت، مباشرة بعد عودة الدفئ إلى العلاقات المغربية الإسبانية، الأمر الذي لم يتقبله الكابرانات، ما دفعهم إلى الانخراط بشكل شبه يومي في حملة تصريحات عدائية، تحيلنا على قصة الرجل الذي طلق زوجته وراح لحال سبيله، منخرطا في حياة جديدة، بينما هي ظلت لسنوات تولول وتصرخ قائلة: "والله ما نرجع ليه وخا يجيني راكع". وفي ذات السياق، صرح "تبون" للفضائية العربية سالفة الذكر قائلا: "العلاقة المغرب والجزائر وصلت إلى نقطة اللاعودة"، واصفا موقف إسبانيا من مغربية الصحراء بالموقف "المنحاز"، الأمر الذي يزكي موقف المغرب الذي شدد مرارا وتكرارا على أن الجزائر تسعى في السر والعلن إلى التدخل بشكل سافر في الشؤون الداخلية لجيرانها. عدد من المتابعين والمهتمين بالعلاقات المغربية الجزائرية، شددوا على أن تصريحات "تبون" الأخيرة، تندرج في سياق زيادة التوتر والتصعيد بالمنطقة المغاربية، بهدف إطالة أمد نزاع الصحراء، خدمة لأجندة باتت معروفة، تروم تحقيق مكاسب كبرى من خلال هذا الصراع الإقليمي. وبحسب ذات المهتمين دائما، فقد كشفت تصريحات الرئيس الجزائري أيضا عن حالة "التيه" التي يتخبط فيها نظام الكابرانات، سيما بعد أن خلق لنفسه أكثر من عدو بالمنطقة، وتعددت أزماته الدبلوماسية مع مع محيطه الإقليمي، الأمر الذي تسبب له في فتح جبهات وأزمات داخلية وأخرى خارجية، أولها مع فرنسا وإسبانيا، نتيجة تدخل الجزائر المتواصل في قراراتهما السيادية، لعل أبرزها موقفهما من نزاع الصحراء المغربية المفتعل، الذي تتبرأ منه الجزائر دائما. هرطقات الرئيس الجزائري، لم تتوقف عند هذا الحد، بل امتدت إلى زعمه قدرة بلاده على قيادة وساطة لحل الأزمة الروسية الأوكرانية، وهي الأزمة التي فشلت دول عظمى في إيجاد حلحلة لها رغم كل المحاولات المتكررة. كما أشار تبون إلى وجود مؤامرة تدبر ضد تونس، معتبرا أن الجزائر "لن تتخلى عنها أحب من أحب وكره من كره"، دون أن يحدد الجهة التي تقف هذه المؤامرة، حسب زعمه، أو يقدم أي تفاصيل إضافية في الموضوع.
