المخزن كعادته لم يخلف موعده مع الأحداث ، حيث احتفل بعيد المرأة الذي يصادف 8 مارس ولكن على طريقته الخاصة، فعوض أن يقدم لهن الورود والابتسامات العريضة قام بتكسير "الزرواطة" على رؤوسهن و كشر عن أنيابه الصدئة وبدأ ينهش فيهن كعربون محبة وتقدير وللتأكيد على عادته السيئة "يد تسبح ويد تدبح " . هكذا يحتفي المغرب بالمرأة في عيدها الأممي : قمع وركل ورفس واعتقال للنساء خاصة المشاركات في الوقفة التضامنية مع نساء سوريا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة .
يد تسبح في الإعلام والمنتديات وفي الداخل والخارج بالمكتسبات التي حققتها المرأة و بالانجازات التي تُسَوق الوهم للنساء خاصة والمغاربة عامة وتُدَلس عليهم من خلال إطالة عمر الفساد والاستبداد ، وتسرق أحلامهم في أن يعيشوا حياة كريمة مصانة .
يد تسبح بالصورة المشرقة التي تم تحقيقها في مجال حقوق الإنسان وحق التظاهر السلمي وحق الرأي... ويد أخرى تقول العصا لمن عصى تقمع في هذا الشعب المسكين المكلوم المفقر والمجوع، تكتم أنفاسه وتصادر ابسط حقوقه وهو الحق في التعبير ، لتسكت صوت الحقيقة والتغيير الذي يقض مضجع المفسدين والمستبدين .
ولعل التقرير الأخير الذي قدمه المقرر الأممي "خوان مانديز" حول مناهضة التعذيب في الدورة 22 لمجلس حقوق الإنسان بجنيف يوم 4 مارس 2013 ليبين بجلاء حجم الانتهاكات الجسيمة في حق المواطنين التي "لازالت موجودة في القضايا الجنائية وقضايا الحق العام وفي حالات أخرى، مثل القضايا ذات الطبيعة السياسية، أو الإرهاب، أو المظاهرات" ... و " اللجوء المتزايد للتعذيب ولسوء المعاملة أثناء إلقاء القبض وخلال الاعتقال، ويشمل التعذيب، كافة أشكال الضرب وبشتى الوسائل.."
نقول لهؤلاء سبحوا كيف شئتم وأطيلوا التسبيح ففي كل تسبيحة نهاية فسادكم واستبدادكم .
اقمعوا كيفما شئتم فان نسل الحقيقة لن ينقطع ونور الحرية لن يخبو وان الله لينصر المستضعفين ولو بعد حين .