تزامنا مع المؤتمر الوطني ال18 لحزب الاستقلال، الذي انعقد نهاية شهر أبريل المنصرم ببوزنيقة، والذي أفرز إعادة الثقة في "نزار بركة" كأمين عام لولاية جديدة، كان من أبرز ما جاء في خطابه خلال الجلسة الافتتاحية، تجديد الموقف التاريخي كل الاستقلاليين والاستقلاليات الداعم للقضية الفلسطينية، قبل أن يستنكر بشدة استمرار العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة الذي خلف إلى اليوم الآلاف من القتلى والجرحى، ضمنهم عدد كبير من الأطفال والنساء والشيوخ. أيام قليلة عقب خطاب "بركة" سالف الذكر، نشرت بعض المواقع الإلكترونية الزميلة، صورا توثق لإقدام الاستقلالي "محمد الخريف"، رئيس جماعة الهرهورة، بمعية والده الوزير السابق، على استقبال وفد اسرائيلي بمقر جماعته، من أجل تدارس مجموعة من القضايا، ضمنها توقيع اتفاقية شراكة بين إحدى المدن الفلسطينية المحتلة وجماعة الهرهورة، وفق ما أكده "إيال دافيد"، ممثل وزارة الخارجية الإسرائيلية عبر حسابه الفيسبوكي الخاص. وعلى الرغم من أن استقبال "الخريف" للوفد الاسرائيلي سالف الذكر، تم بتاريخ 31 غشت 2023، أي قبل نحو شهرين من "طوفان الأقصى"، غير أن رفع السرية عن صور هذه الزيارة، أثار غضب عددا كبيرا من مناضلي حزب "الميزان، وفق ما أكدته جريدة "الصحيفة بلوس" التي نشرت الخبر، مشيرة إلى أن مجموعة من الاستقلاليين باتوا غاضبين من سلوكيات وقرارات ابن الوزير السابق "أحمد الخريف"، بسبب تطبيع العلاقات مع الكيان الاسرائيلي. في ذات السياق، شدد المصدر ذاته على أن هذه الخطوة التي أقدم عليها الاستقلالي "محمد الخريف" أحرجت حزب الاستقلال وضربت كل مواقفه السابقة الداعمة للقضية الفلسطينية عرض الحائط، في إشارة إلى استمرار قادة وأنصار حزب الميزان في التعبير عن مواقفهم الشجاعة الرافضة و المناهضة للتطبيع والداعمة للقضية الفلسطينية، رغم تجديد العلاقات المغربية الاسرائيلية الذي تم خلال حكومة "البيجيدي" السابقة. في مقابل ذلك، أشارت الصحيفة سالفة الذكر إلى أن "دافيد إيال"، نائب رئيس الدبلوماسية الإسرائيلية، عبر من خلال منشور دونه عبر حسابه الفيسبوكي في أعقاب هذه الزيارة، عن سعادته الكبيرة، إثر قضائه وقتا رائعا في الهرهورة والدار البيضاء، وإجراء نقاش مع رئيس الهرهورة "محمد الخريف" ووالده "أحمد الخريف" ممثل العيون ، موضحا أن محادثات الطرفين ركزت على سبل التعاون المحتمل بإنشاء توأمة بين مدينة الهرهورة و مدينة نتانيا الساحلية بالأراضي المحتلة. كما أكد المصدر ذاته أن الوفد الاسرائيلي سبق أن تلقى دعوة رسمية من رئيس جماعة الهرهورة لحضور فعاليات مهرجان سينما الشاطئ، مشيرا إلى أن هذه الخطوة أغضبت بشدة ساكنة الهرهورة التي قاطعت المهرجان ودفعت مجموعة من المستشارين الى التعبير عن رفضهم لإنفراد الرئيس بقرارات لا تعبر عن قناعاتهم ومبادئهم ومواقفهم المدافعة عن عدالة القضية الفلسطينية.
