وقعت "مؤسسة المغرب" الخاصة بالجالية المقيمة بتركيا، اليوم الأربعاء، على اتفاق شراكة مع كل من جمعية "حجر الصدقة" (SADAKATAŞI) التركية، وهيئة الكوارث والطوارئ التركية "AFAD". وينص اتفاق الشراكة على توحيد الجهود الميدانية المرتبطة بفاجعة الزلزال، وتجميع المساعدات الموجهة من لدن المغاربة إزاء الشعب التركي في هذه المحنة الإنسانية. وبحسب البروتوكول الموقع بين الأطراف الثلاثة، فإن هذه الحملة المشتركة تهدف إلى جمع التبرعات المالية من طرف المغاربة لدعم ومساندة المناطق المتضررة من زلزال تركيا الذي أدى إلى آلاف الوفيات والجرحى، ناهيك عن الخسائر المادية الفادحة. وفي هذا الصدد، أوضح رئيس مؤسسة المغرب بتركيا، أيوب سالم، أن هذا الاتفاق يهدف إلى "مساعدة الشعب التركي الذي ما فتئ يساند المغرب في قضاياه الوطنية". ولفت المتحدث إلى أن البروتوكول المشترك ينظم جمع أموال المساعدات الإنسانية للمغاربة تجاه ضحايا الزلزال، وأخذ التراخيص القانونية اللازمة لذلك. وقال المصدر ذاته في تصريح لجريدة "العمق، إن "الشعب المغربي بدوره لطالما كان في الموعد بمساندته لجميع الشعوب الإسلامية في أوقات المحن الإنسانية". وأضاف أيوب سالم أن "المغرب كان من الدول السباقة إلى تقديم يد العون والمساعدة للشعب التركي الشقيق في زلزال 1939 الشهير، رغم خضوعه للحماية الفرنسية في تلك الفترة". وأشار إلى أن الزلزال الحالي دمر مدن تركية بأكملها، وخلف آلاف الوفيات والجرحى ومئات المفقودين، ما جعله كارثة القرن بامتياز، مما يتطلب منا القيام بمبادرات إنسانية بسيطة في حق الشعب التركي". يأتي ذلك بعدما أطلقت "مؤسسة المغرب"، بتنسيق مع منظمة "حجر الصداقة" التركية، أمس الثلاثاء، حملة إنسانية تحت اسم "جسر الإحسان"، لجمع التبرعات لفائدة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب مدنا تركية وسورية. وقالت "مؤسسة المغرب" في بلاغ لها، إن الحملة تقوم على جمع التبرعات المادية والمساعدات من الأفراد والمؤسسات، لصالح المتضررين من الزلزال، قصد التخفيف عنهم وتعويضهم بالقليل مما فقدوا من الخسائر المادية. وأوضح رئيس "مؤسسة المغرب"، أن الجالية المغربية في تركيا تجندت لمؤازة الشعب التركي، من خلال مؤازرة الأجهزة المكلفة بإدارة الكوارث والطوارئ مثل "أفاد" و"الهلال الأحمر"، أو البلديات التي تشرف على المساعدات الأهلية. وأضاف في تصريح سابق لجريدة "العمق"، أن أفراد الجالية المغربية، سيعملون بالتنسيق مع منظمة "حجر الصداقة" التركية، على مد يد المساعدة للمتضررين من الزلزال، مشيرا إلى أن مؤسسته نظمت حملات إعلامية وتوعوية حثيثة منذ بداية الفاجعة وإلى اليوم. واعتبر أيوب سالم أن مثل هذه المبادرات هي أقل الواجب لدعم الأسر المتضررة، ومواجهة آثار الزلزال المدمر الذي أدى إلى سقوط عشرات الآلاف من الضحايا بين قتيل وجريح، تدمير كبير جدا للمدن المتضررة. وكشف أن مكتب المؤسسة بتركيا، شكَّل خلية أزمة للتواصل مع المغاربة المقيمين في مناطق الزلزال، تتكون من طلبة متطوعين ونساء في المجتمع المدني التركي، يوفرون خدمات الترجمة لفرق الإنقاذ الأجنبية. كما تم تشكيل فرق متطوعين لجمع اللوازم الضرورية من أغطية ومواد غذائية لمساعدة المتضررين في المناطق، حيث أوضح سالم أن مؤسسته في تنسيق تام مع إدارة الكوراث والطوارئ التركية والهلال الأحمر وهيئات من المجتمع المدني التركي. وعبرت "مؤسسة المغرب" عن تضامنها التام مع الشعب التركي، وتقدمت إلى رئاسة الجمهورية التركية، والحكومة والشعب التركي، بأحر التعازي لكل من توفي في هذا الزلزال، متمنية الشفاء العاجل لجميع الجرحى والمتضررين. كما عبرت المؤسسة، باسم جميع أبناء الجالية المغربية في تركيا، عن استعدادها التام للتعاون في كل ما يمكن تقديمه من مساعدة عبر التبرع الميداني في فرق الإنقاذ، والتبرع بالدم، وبكل ما هو ممكن ومطلوب. وأهابت المؤسسة بكل أفراد الجالية المغربية، إلى التبرع بالدعم لدى مراكز الهلال الأحمر التركي، وتقديم تبرعات مالية، لمن استطاع، بشكل مباشر إلى السلطات المعنية، كإدارة الطوارئ والكوارث "أفاد". يُشار إلى سفارة المغرب بأنقرة أعلنت، أول أمس الإثنين، عن ارتفاع حصيلة الوفيات في صفوف أفراد الجالية المغربية بتركيا، جراء الزلزال العنيف الذي ضرب جنوب البلاد، إلى 10 قتلى، بعد تسجيل أربع وفيات جديدة لنساء مغربيات. وتجاوزت حصيلة قتلى الزلزال، 41 ألف قتيل، بعد مرور 10 أيام على الفاجعة، حيث بلغ عدد القتلى في تركيا 35 ألفا و418 شخصا، فيما بلغ العدد في سوريا 5801 قتيل و7396 مصاب. وكان الملك محمد السادس، قد بعث برقية تعزية ومواساة إلى رئيس جمهورية تركيا، رجب طيب أردوغان، معربا عن تضامن المملكة المغربية ووقوفها إلى جانب الشعب التركي في هذا الظرف العصيب. يُشار إلى وزارة الخارجية المغربية، كانت قد أعلنت عن إحداث خلية أزمة، منذ وقوع الزلزال، وذلك لمتابعة تطوارت الجالية المغربية المتواجدة بالمناطق التي ضربها الزلزال المدمر بسورياوتركيا. من جانبها، دعت سفارة المملكة المغربية بأنقرة، المواطنين المغاربة المتصلين الذين يبحثون عن عائلاتهم، إلى موافاتها بالمعلومات الخاصة بهم، كاسم المبحوث عنه ورقم هاتفه والمدينة التي يقيم بها وصورة عن البطاقة الوطنية وجواز السفر في حال تواجدها.