دعت منظمات أممية ودولية إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية في السودان والعودة إلى طاولة المفاوضات ، وضمان حماية المدنيين، وإجراء تحقيقات لمحاسبة المتورطين في الانتهاكات. ودعا مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إلى التوقف الفوري للأعمال العدائية في السودان، مناشدا الجيش السوداني وقوات الدعم السريع العودة إلى طاولة المفاوضات، بعد أن أوقع القتال 185 قتيلا على الأقل و1800 مصابا. و قال تورك، في بيان، إن "معظم أعمال القتال متركزة في مناطق مكتظة بالسكان في العاصمة الخرطوم ومناطق سكنية في مدن أخرى بالبلاد"، داعيا إلى إجراء تحقيقات فورية وشاملة ومستقلة في مقتل المدنيين ومحاسبة المتورطين في الانتهاكات. من جهتها، دعت منظمة العدل الدولية واللجنة الدولية للصليب الأحمر أطراف النزاع لضمان حماية المدنيين، وحثتا السلطات السودانية وجميع أطراف النزاع على ضمان وصول فوري وغير مشروط ومستدام للاطراف المعنية الإنسانية، لرصد وتقييم احتياجات المدنيين وتقديم المساعدة لهم. وقال المدير الإقليمي لمنظمة العفو الدولية لشرق وجنوب أفريقيا، تيغيري تشاغوتا، إن "استخدام الأسلحة الثقيلة، بما في ذلك المدفعية والدبابات والطائرات النفاثة في المناطق المكتظة بالسكان في الخرطوم، تسبب في مقتل العديد من المدنيين وتدمير هائل للممتلكات". وأضاف أنه "يجب على أطراف النزاع التوقف فورا عن استخدام الأسلحة المتفجرة ذات الآثار الواسعة في محيط تجمعات المدنيين"، مؤكدا أن على شركاء السودان الإقليميين والدوليين أن يشجعوا علنا أطراف النزاع على احترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين، وأن يوقفوا هجماتهم العشوائية على الفور". بدورها، دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر جميع الأطراف إلى "احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، ويشمل ذلك تيسير عمل المنظمات الإنسانية، واتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب وقوع إصابات ووفيات بين المدنيين، وضمان سلامة سيارات الإسعاف والطواقم الطبية وتيسير وصولهم إلى المصابين على وجه السرعة، ومعاملة جميع المحتجزين معاملة إنسانية". وعبر رئيس بعثة اللجنة الدولية في السودان، ألفونسو فيردو بيريز، عن "القلق البالغ إزاء امتداد تأثير القتال إلى المناطق المكتظة بالسكان"، ودعا جميع الأطراف إلى "تيسير عمل المنظمات الإنسانية حتى تقدم المساعدة لمن هم في حاجة إليها". وأثار النزاع بالسودان بين طرفي المكون العسكري قلقا عربيا ودوليا واسعا وسط دعوات إلى التهدئة وضبط النفس ، حيث طالبت الأممالمتحدة والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والبرلمان العربي والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي بوقف القتال بالبلاد. ويأتي اندلاع هذا النزاع المسلح فيما يشهد السودان انسدادا سياسيا بسبب الصراع بين طرفي المكون العسكري . ففي مطلع الشهر الحالي، تأجل التوقيع على اتفاق بين العسكريين والمدنيين لإنهاء الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب خلافات حول شروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش وهو بند أساسي في اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه.