شهدت موسكو في الساعات الأولى من يوم 24 يونيو الماضي تطورات خطيرة على صعيد الأمن بعد تحرك قوات فاغنر نحو العاصمة، وشكل هذا التحرك صدمة كبيرة لم تقتصر على القيادة الروسية فقط، حيث بدأت أجهزة الإستخبارات في مختلف الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية بالترقب على أمل أن يساهم قرار الشركة العسكرية الخاصة بزعزعة الأمن في روسيا قبل أن تعلن "فاغنر" عن سحب قواتها وعودة مقاتليها الى معسكراتهم بعد أقل من 24 ساعة. وبعد هذه الأحداث المفاجئة، بدأت الصحافة الغربية بنشر تقارير تتحدث عن إنسحاب قوات فاغنر من دول أفريقيا وتفكك قواتها ونفي قائدها الى بيلاروسيا وغيرها من الروايات التي تسعى الى تصوير ما يحدث على أنه نهاية شركة فاغنر وخروجها من القارة السمراء، وهذا لما تشكله هذه الشركة من صداع لمصالح هذه الدول الإستعمارية والتي كانت تسيطر على خيرات وموارد أفريقيا على مدار سنوات طويلة. الا أن جميع التقارير والمصادر الأفريقية أكدت أن علاقة الحكومات الأفريقية وشركة فاغنر بشكل خاص وروسيا بشكل عام في تطور مستمر، وبهذا الصدد على سبيل المثال، نفى المتحدث الرسمي باسم الرئاسة في جمهورية أفريقيا الوسطى ألبرت يالوك موكبيم، خروج قوات فاغنر من العاصمة بانجي، وأكد أن القوات قامت بعملية تناوب تم تصويرها من قبل الصحافة الغربية على أنه إنسحاب نهائي. وتشهد العلاقة بين موسكو والعواصم الأفريقية تطور كبير على الصعيد السياسي والإقتصادي، حيث زار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف القارة مرتين منذ بداية العام الحالي بهدف التقريب بين الجانبين في مواجهة الأهداف الإستعمارية الغربية، وكذلك أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقال له نشر يوم الاثنين الماضي في إطار التحضير للقمة الروسية الأفريقية، على دعم بلاده المستمر للشعوب الأفريقية في نضالها من أجل التحرر من الاضطهاد الإمبريالي، ومساعدتها في تأسيس الدول الأفريقية وتعزيز سيادتها وقدراتها الدفاعية.