تفعيلا لاتفاقية الشراكة والتعاون التي تم توقيعها بفاس يوم الجمعة 9 أبريل الجاري، في حفل اختتام الدورة 19 للمهرجان الوطني للفيلم التربوي، من طرف الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاسمكناس (الجهة المنظمة للمهرجان المذكور) والجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب (جواسم)، تنظم هاتان المؤسستان ندوة دولية رقمية في موضوع "النادي السينمائي بالمؤسسات التعليمية.. الواقع والآفاق"، وذلك ليلة الجمعة 30 أبريل 2021 ابتداء من التاسعة والنصف. تسير هذه الندوة نائبة رئيس جواسم أمينة الصيباري (من بني ملال)، ويشارك في تنشيطها مدير أكاديمية فاسمكناس محسن الزواق (من فاس) والمخرج عز العرب العلوي لمحارزي (من الرباط) والباحث السينمائي والأستاذ الجامعي يوسف آيت همو (من مراكش) والمخرج والعضو السابق في الجامعة التونسية لنوادي السينما محمود جمني (من قابس) والمخرج والعضو السابق بالجامعة الدولية لنوادي السينما خوليو لامانيا (من برشلونة). لمتابعة أشغال هذه الندوة المرجو زيارة صفحة أكاديمية فاسمكناس التالية على الفايسبوك: https://www.facebook.com/acad.fesmeknes فيما يلي أرضية فكرية لهذه الندوة: تعتبر التربية أسمى مظاهر الثقافة الإنسانية، فهي أداة للتهذيب والتعليم ونقل القيم والمعارف (علوم وفنون وغيرها) إلى الأفراد والمجتمعات.. والمدرسة، باعتبارها فضاء سوسيو- معرفيا، تشكل المكان الأنسب للقيام بهذه الوظائف، حيث تعمل على توفير التعليم المناسب للتلاميذ حسب احتياجاتهم ومراحل نموهم. وقد شكلت التربية الجمالية إحدى أهم فروع التربية العامة، نظرا لما لها من تأثير واضح على شخصية التلاميذ، حيث تعمل على إحداث التوازن بين الجوانب النفسية والحركية والمعرفية، ويتم ذلك من خلال الانفتاح على الفنون، وخصوصا السينما والفنون السمعية البصرية عموما. فرغم حداثة فن السينما مقارنة مع باقي الفنون الأخرى، إلا أنه استطاع أن يحتل مكانا مهما بين الفنون والمعارف والعلوم، فالسينما مثلها مثل التربية، تقوم بوظائف التهذيب والتثقيف والتعليم والتربية على الصورة وتحليلها ونقدها، ما يكسب المتعلم ملكات ذهنية تتجاوز الفهم والتركيب إلى التحليل والنقد وإنتاج المعنى. وإذا كان الدرس التعليمي التعلمي هو النشاط الأبرز داخل الفصل الدراسي، فإن النادي السينمائي هو المجال الذي يتيح للمتعلم أن يبحث ويناقش ويحلل ويفهم ويتذوق الفن السينمائي. وقد وعى المربون الأوائل بدور السينما في تطوير ملكات التلاميذ وتحفيز مداركهم وتنمية خيالهم ومعارفهم وجعلهم ينفتحون على عوالم جديدة تتجاوز الفصول الدراسية، وذلك من خلال حصص لعرض الأفلام ومناقشتها وتحليلها بعد مشاهدتها. ونظرا لما للنادي السينمائي من أثر إيجابي على المنظومة التعليمية، فقد بادرت وزارة التربية الوطنية المغربية إلى إحداث أندية سينمائية بالمؤسسات التعليمية، حيث نصت المذكرة رقم 91 الصادرة بتاريخ فاتح فبراير 2000، على تأسيس أندية سينمائية بالمؤسسات التعليمية الثانوية، من أجل صقل الذوق الفني للتلميذ وتنمية حسه النقدي وتربيته على الحوار والتفاعل والعمل الجماعي، وكذا إدماج الثقافة السينمائية في الحياة المدرسية، واستثمار المادة الفيلمية في تدريس بعض فقرات المقررات الدراسية. كما شجعت وزارة التربية الوطنية على تنظيم مهرجان وطني سنوي للفيلم التربوي كتتويج لأنشطة النوادي السينمائية المدرسية، وتعتبر أكاديمية فاسمكناس الجهة المؤسسة والحاضنة لهذا المهرجان، الذي نظمت يومي 8 و9 أبريل الجاري دورته التاسعة عشر، التي تميزت بتوقيع شراكة بين الأكاديمية المذكورة وبين الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب. وفي هذا السياق تأتي هذه الندوة الدولية لتلقي الضوء على واقع الأندية السينمائية بالمؤسسات التعليمية، وتشتشرف آفاقها، خصوصا في زمن يتميز بسرعة إنتاجه للصور وسهولة تداولها، ويفرض على المؤسسة التعليمية التطلع إلى المستقبل، ومجاراة الإيقاعات التي يفرضها اقتصاد المعرفة. وسيعمل المتدخلون على مقاربة موضوع هذه الندوة العلمية من خلال محاور عديدة، من بينها: – أهمية ووظائف النادي السينمائي بالمؤسسات التعليمية. – دور الأندية السينمائية التربوية في تجويد الحياة المدرسية. – واقع النوادي المدرسية في المؤسسات التعليمية. – التحديات التي تواجهها الأندية السينمائية التربوية. – آفاق النوادي السينمائية المدرسية.