شكل تسليم بطاقة الفنان المهنية للفنانين المغاربة حدثا متميزا في الميدان الفني المغربي واعتبر لدى الكثير مكتسبا مهما وإذ كان هذا المكتسب جاء متأخرا بعد عقود مضت تعالت فيها أصوات الفنانين تطالب بتقنين المهنة وحمايتها من التسيب والفوضى، وكون أن البطاقة المعنية تعني اعترافا رسميا باحتراف مهنة فنان فلنا أن نتساءل مدى بعد الحصول على هذه البطاقة؟؟ بمعنى ماهي الامتيازات التي تخولها لحاملها من الذين شهد لهم أو الذين سيلحقون بهم لتشمل حسب اللجنة المكلفة بتحديد هوية الفنان جميع ممتهني الفن!؟ ترى هل ستمنحهم الأحقية أو الأسبقية للمشاركة في المهرجان الكبرى التي تقدم فيها ملايين الدراهم للفنانين الأجانب من عرب وغربيين!؟ وهل ستكون هذه البطاقة بمثابة حصن للفنان المغربي من التهميش الذي يطال انتاجاته المقدمة للقنوات التلفزية التي مازالت رفوفها تعرف الكثير من الانتاجات التي لاهي مقبولة ولا مرفوضة!؟ وهل بإمكان هذه البطاقة «السحرية» أن تساهم في تنقية الجو الفني الذي لوثه الدخلاء عن الفن من المهرجين وأن يكون تعامل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة مقتصراً غناء ولحنا ومسرحا وزجلا وشعرا على الحاملين للبطاقة المعترف بهم!؟ وهل يكون مكسب أحداث هذه البطاقة فاتحة خير على الفنانين بالتكتل في هيئة واحدة مرصوصة الصفوف حتى يتقوى وجودهم وتسمع كلمات مطالبهم التي تمس جوانب مختلفة من حياتهم وقيمة إبداعاتهم، لأن تفرقتهم حاليا واختلاف توجهاتهم أكد حتى الآن أنه لم يحقق شيئا من مطامحهم الكفيلة بإعطائهم القيمة الحقيقية للفنان على غرار ما نلمسه في أنه لم يحقق شيئا من مطامحهم الكفيلة بإعطائهم القيمة الحقيقية للفنان على غرار ما نلمسه في الدول الأخرى. إننا لن ندخل في جدل الأحقية أو عدمها لحمل بطاقة فنان فوزيرة الثقافة والطاقم الذي اعتمدته للاختيار أدرى منا بما يفعل ولكن ما نصر على الكلام فيه هو ألا تكون هذه البطاقة غاية يجب الوقوف عندهما بقدر ما تكون وسيلة لفتح الآفاق الرحبة أمام الفنانين الذين عانوا المرض والفقر والنسيان ورغم ذلك أبدعوا واجتهدوا وأغنوا الرصيد الفني المغربي بإنتاجات خالدة على جميع مستويات الإبداعات الفنية. إذا كان تسليم بطاقة الفنان جزءاً من الاهتمام بالفنان المغربي وهذا عمل يستحق التنويه فإن المسؤولين مطالبون بالانكباب على اهتمامات أكبر هذه الشريحة من المواطنين الذين سخروا كل حياتهم وطاقاتهم من أجل امتاع المغاربة بفنهم وإبداعاتهم. لأن البطاقة ليست هي الاستقرار الاجتماعي لهم بقدر ما هي منحهم صفة هي أصلا في دمهم ووجدانهم وعطاءاتهم الجادة والمتميزة والرائعة قبل إحداث هذه البطاقة تعتبر خطوة واحدة من عشرات الخطوات التي تلزم لإعطاء الفنان المغربي ما يستحقه مقابل عطاءاته التي لم تنقطع وتاريخنا الفني شاهد على ذلك. محمد بلفتوح