بقلم // د. عادل بنحمزة قد يكون انتخاب السيد غوتيريس أمينا عاما جديدا للأمم المتحدة، عاملا مهما في صالح المغرب، صحيح أن قرارات الأممالمتحدة كمنظمة دولية، ليست متاحة لتأثير أي شخص حتى لو كان الأمين العام للأمم المتحدة شخصيا، لكن بكل تأكيد هناك تأثير كبير لبيروقراطية الأممالمتحدة وفرق الخبراء و محيط الأمين العام في عدد من اختيارات المنظمة الدولية، لهذا كان دائما للأمناء العامين السابقين قدرات متفاوتة في التأثير على عدد من النزاعات الدولية. السيد غوتيريس شغل مهاما ساميا بخصوص اللاجئين، فهو واحد من أفضل الخبراء الدوليين في هذا الموضوع، وهذا العامل يصب في مصلحة بلادنا التي سعت منذ سنوات عديدة إلى تسليط الضوء على مناطق العتمة التي تحيط بقضية اللاجئين الصحراويين في مخيمات لحمادة، والذين لا يتمتعون فعليا بأية حقوق للاجئين وفق ما تنص عليه اتفاقية جنيف، وهو ما يجعلهم فعليا في وضعية احتجاز قسري و دروع بشرية للاسترزاق بقضية الانفصال و إضفاء بعد إنساني ينتهي في النهاية بمراكمة ثروات خيالية على حساب المساعدات الإنسانية. فساكنة مخيمات لحمادة محرومين من جواز السفر و من الاختيار بين العودة إلى الوطن الأم أو الاستقرار في الجزائر أو المغادرة إلى بلد ثالث، كما أن الجزائر ومعه البوليساريو ترفض منذ سنوات طويلة أي إحصاء للمحتجزين، و هذه كلها من مشمولات اتفاقية جنيف للاجئين وهي ملزمة للدولة الجزائرية، لكن الأممالمتحدة لم تكن جدية وحازمة في أي وقت مضى لتمكين "اللاجئين" من حقوقهم، بل والغريب أن الجهة التي ترفض الإحصاء تحت إشراف الأممالمتحدة، هي نفسها من لا تمل و لا تكل عن المطالبة بتقرير المصير و الاستفتاء… المغرب رفقة الأممالمتحدة سعى منذ سنوات إلى تعزيز إجراءات الثقة وفصل الجانب السياسي عن الجوانب الإنسانية، وكان برنامج الزيارات واحدا من المبادرات المهمة في هذا الاتجاه، غير أن البوليساريو اكتشفت أن هذا المسار ينزع عنها أوراق الدعاية، ويكشف زيف خطابها بخصوص المناطق الجنوبية من المملكة، بل إن تلك الزيارات أدت مفعولا عكسيا بشكل دفع قيادة الرابوني إلى وقفها بصفة نهائية. السي غوتيريس يعرف الأوضاع جيدا في المخيمات بتندوف، كما أنه يعرف العزلة التي توجد فيها جبهة البوليساريو بعد عودة المغرب للاتحاد الإفريقي، و يعرف تغير الكثير من المعطيات كما المناخ الذي كان يمثل دعما غير مشروط لما تقرره الجزائر، و يعرف أيضا أن أي نزاع مسلح في منطقة رخوة وحساسة دوليا، سوف لن يكون نزاعا محدودا، بل نزاعا إقليميا يجر المنطقة ككل إلى حرب ستؤثر على المنطقة بكاملها بل وعلى أوربا ايضا، لذلك فمن واجب الأمين العام الجديد المسارعة إلى نزع فتيل هذا الحريق، و الخطوة الأولى يجب أن تتم على مستوى المخيمات عبر تمكين اللاجئين من حقوقهم. د. عادل بنحمزة للتواصل مع الكاتب: