انطلق المخرج سهيل بن بركة في بداية الأسبوع المنصرم تصوير فيلمه الجديد "حلم الخليفة" في شاطئ الأمم بسلا – الرباط، بعد أن انتهى من التقاط بعض المشاهد بإيطاليا والتي قاربت الشهر في كل من روما وتورينو، ويعد فيلم "حلم الخليفة" من أضخم الإنتاجات المغربية في العشرية الأخيرة، لحجم الغلاف المالي في إنتاجه المشترك بين المغرب وإيطاليا الذي تجاوز خمسة مليون أورو، منها 0.7 مليون درهم للمركز السينمائي المغربي، ويشارك فيه العديد من الوجوه السينمائية العالمية من إيطاليا وإسبانيا وبعض الممثلين المغاربة بالإضافة إلى مشاركة أكثر من 30 ألف كومبارس. وتدور أحداثه خلال الفترة ) 1804 -1818 (حول مغامرات الجاسوس الإسباني " دومينغو باديا " الشهير باسم " علي باي العباسي الذي اقترح على حكومته أن يقوم برحلة اسكتشافية عليمة، وسياسية بالمغرب، وكانت آنذاك الدول الغربية ، منها انجلترا وهولاندا واسبانيا وفرنسا، يسعون سعيا حثيثا في ضبط الوسائل التي تتيح لها تثبيت أقدامها في افريقيا لترويج تجارتها، وتنمية موارها وفتح مجالات العمل لرجالها، ويجد " دومينغو " السند والدعم في السيد " كودوي " الفارس " دي فاريا " وزير الملك شارل الرابع، فزوده بما يتوقف عليه من مال وأدوات لينجز مشروعه، وكان من الأهداف التي أوكلت إليه تحقيقها، الاتصال بعاهل المغرب، مولاي سليمان، ليلتمس منه أن يجعل تحت نفوذ اسبانيا، مرسيين من المراسي المغربية التي على المحيط الأطلسي، وأن يمنحها امتيازات تجارية خاصة مقابل وعد دولته بمساندته للقضاء على خصومه والمنشقين عنه. واضطر "دومينغو باديا " إلى تعلم اللغة العربية بعد أن اختتن وأعفى لحيته، ثم انتقل إلى باريس حيث بدا يتردد على وزارة العلاقات الخارجية، ومعهد الأبحاث العلمية، فتقدم لبعض المسؤولين بالاسم الذي اختاره لنفسه وأعرب لهم عن عزمه على القيام برحلة استكشافية في المغرب وعن استعداده لإفادتهم بما يتوقفون عليه من « معلومات» عن المغرب ، من غير أن يطلعهم، بطبيعة الحال، على المهمة السرية التي كلفته حكومته بإنجازها هناك. ليتجه إلى طنجة متنكراً في زي عربي، مدعياً أنه من الشرفاء أحفاد رسول الله، وأنه من مواليد حلب بالشام. وبالفعل استقبله مولاي سليمان عندما زار طنجة، في شهر أكتوبر 1803، فقبل علي باي يده، وقدم له الهدايا ، وكانت تشتمل على أنواع من البنادق ومسحوق البارود للحرب والصيد، وعلى قطع حريرية وحلي وعطر، ومظل ملكي جد جميل. فعبر له الملك عن رضاه، وغمره بعطفه، فتيسر له التجول بالمدينة وضواحيها، والشروع في إنجاز مهمته العلمية، إذ أخذ يسجل، بدون أدنى تستر، ملاحظاته حول ظواهر جوية وفلكية ويجمع عينات نباتية ومعدنية وغيرها. لم يلبث تهوره وسوء تصرفه أن لفت إليه أنظار نواب الدول الأجنبية وبالخصوص نائب انجلترا، وإن أثار حوله شكوك رجال الدولة، فكثرت التساؤلات عن حقيقة أمره، وتناقلت الأخبار في مطويات عن أحواله، فتيقن خواص الملك، ولاسيما الصدر الأعظم، السيد محمد السلاوي، من خبث نيته، وأحس نائب انجلترا بسوء مقصده إلى أن علي باي أدرك، بذكائه المرهف، حرج موقفه، فأعلم " كودوى " بما أخذ يخالج خلده من مخاوف ، ليجد حيلة للخروج من المغرب ، بعد أن طلب من المولى سليمان التوجه إلى الديار المقدسة لتأدية فريضة الحج ،ليتوفى ببادية الشام في قلعة البلقاء قرب الزرقاء في مستهل شهر شتنبر 1818 . واختار بنبركة الذي درس السينما بإيطاليا واشتغل إلى جانب أكبر مخرجيها، الممثل الإسباني "رودولفو سانشو" في دور الجاسوس علي باي العباسي، والممثلة السينمائية الإيطالية "كارولينا كريشنتيني" للعب دور الإنجليزية الليدي هستر ستانهوب المشهورة في الكتب الغربية ب"زنوبيا" والتي عاشت بدورها بالدول العربية خلال وجود "علي باي"، والممثلة الشهيرة الاسبانية "ماريا بارديس" في دور السيدة ويليامز ، والممثل "ماركو بوسي" في دور " السيد كودي"، بالإضافة إلى ممثلين مغاربة منهم المخرج "حميد باسكيط " في دور عبد المالك، و"كمال موماد" في دور سالم، و"عمر عزوز " في دور جينان، و"يوسف كركور " في دور الأمير، وسيتم الانتهاء من التصوير بالمناطق الجنوبية وبمدينة ورزازات على الخصوص.