52 تبرعا إلى الآن والعمليات المنجزة لم تتجاوز العشر يشكل زرع القرنية واحدا من الإشكالات المطروحة على المستوى الصحي، حيث أفاد المركز الاستشفائي الجامعي بمراكش أن لائحة المرضى ينتظرون زراعة القرنية، ويشكل الأطفال والشباب نسبة 73 في المائة في هذه اللائحة. وحسب المعطيات المتصلة بهذا المجال فإن برنامج استيراد القرنيات انطلق منذ 2009، وبلغ مجموع القرنيات المستوردة 156 قرنية، زرعت منها عشر قرنيات. وجاءت هذه العملية لإعطاء بصيص أمل لمرضى يعانون منذ سنوات من ضعف البصر الناتج عن أمراض القرنية. ورغم محاولات النهوض ببرنامج زرع القرنيات المحلية، إلا أنها تبقى غير كافية للمرضى المسجلين في لائحة انتظار عملية زرع القرنية، بحيث وصل عدد القرنيات المتبرع بها محليا الى 52 قرنية، كانت آخرها نقل قرنيتين، بتاريخ 21 / 09 / 2017 من متبرعة شابة لم يعترض والدها على التبرع بالقرنيات لفائدة مرضى معوزين. وقد سعى المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس على مدى السنوات الأخيرة الى تبني وتطوير برنامج زرع الأعضاء والأنسجة البشرية، بنهج سياسة تفاعلية وتقاربية مع محيطه الداخلي والخارجي، يظهر ذلك جليا من خلال إبرام اتفاقية شراكة مع مؤسسات أمريكية مثل Vision Share و Eversight Eye Bank وكذا مع المراكز الاستشفائية الجامعية بالمغرب، والتي تم بموجبها استيراد القرنيات وتبادل الخبرات في مجال نقل وزرع الأنسجة البشرية، الهدف الأساس من هذه الاتفاقية هو تغطية حاجيات المرضى من القرنيات. يبقى وضع برنامج تحسيسي وتوعوي لتغذية هذه الثقافة أمرا مطلوبا بهدف تلبية جميع طلبات المواطنين المصابين بأمراض القرنية. كما تبقى الدعوة لمراجعة النصوص القانونية المتعلقة بنقل وزرع الأعضاء والأنسجة البشرية ضرورة حتمية من أجل مرونة أكثر من المساطر المنظمة لهذا البرنامج.