أثار حرص زعيم حزب الشعب الباكستاني بالوكالة آصف علي زرداري على الفوز بمنصب رئيس البلاد قبل إلغاء التعديل السابع عشر على الدستور، الذي يمنح الرئيس صلاحيات واسعة منها حلّ البرلمان وتعيين قائد الجيش وإدارة المشروع النووي، مخاوف كثيرين من إمكانية عودة البلاد إلى الحكم العسكري مجددا على يد حاكم مدني. ولم تكن قضية القضاة المعزولين وحدها من قصمت ظهر تحالف حزبي الشعب والرابطة الإسلامية الذي يتزعمه نواز شريف، بل أيضا التعديل السابع عشر الذي أجراه الرئيس المستقيل برويز مشرف على الدستور. ويرى شريف أن ذلك التعديل الذي منح مشرف صلاحيات واسعة لا ينسجم بأي حال مع مفردات الديمقراطية، ومن هنا كان مطلبه إلغاؤه قبل الإعلان عن موعد الانتخابات الرئاسية، وهو ما تجاهله زرداري. وقد انتهت المهلة الأخيرة لسحب أوراق الترشح للانتخابات الرئاسية وبقي المتنافسون الثلاثة زرداري، والقاضي سعيد الزمان صديقي مرشح حزب الرابطة الإسلامية جناح نواز، ومشاهد حسين مرشح حزب الرابطة الإسلامية جناح قائد أعظم، على رأس القائمة في منافسة تكاد تكون محسومة لصالح زرداري، وهو ما زاد من تخوف شركاء الأمس. وفي مكالمة أجراها زرداري مع شريف، رفض زعيم حزب الرابطة الإسلامية سحب مرشحه للرئاسة ليخرج بعدها بتصريح لوسائل الإعلام الباكستانية يقول فيه إنه يرى أن حكومة حزب الشعب تسير على خطى الرئيس مشرف، مشيرا إلى أن هذا مصدر خيبة أمل كبرى، على حد قوله. كما يتحفظ حزب شريف على ترشح زرداري لمنصب رئاسة البلاد وسط احتفاظه برئاسة حزبه. وفي هذا الصدد، أشار القيادي في الحزب أحسن إقبال إلى أن الرئيس الباكستاني يجب أن يكون شخصية مستقلة وليس شخصية حزبية، موضحا أن هذا هو سبب ترشيح حزبه قاضيا متقاعدا وليس شخصية من حزبه. وكما كان الجنرال مشرف شخصية جدلية في حكمه وقراراته يخشى مراقبون أن يعيد التاريخ نفسه مع زرداري. لكن حزب الشعب رفض هذه الأوصاف والتعليقات جملة وتفصيلا، وقال عضو اللجنة التنفيذية بابر أعوان إنه ولأول مرة في تاريخ باكستان السياسي تشهد البلاد حكومة وحدة وطنية في عهد زرداري، معربا عن أمله في عودة شريف إلى التحالف مجددا. وأضاف أعوان أن زرداري شخصية سياسية رافقت بوتو 22 عاما، وأنه وجه معروف دوليا وأحق المتنافسين الثلاثة في رئاسة باكستان، مستبعدا أي صدام مقبل مع شريف. أما المحلل السياسي زاهد حسين فيرى أن تولى زرداري رئاسة باكستان سيدخل البلاد في مرحلة شد وشذب جديدة هي في غنى عنها. وأشار إلى أن زرداري شخصية جدلية متهمة بالفساد مما سيدفع الكثيرين إلى محاولة الإيقاع به. وخلص حسين إلى القول بأن حزب الشعب يسعى إلى حماية حكومته بحيازة منصب رئاسة البلاد.