أداء الشعائر الدينية والشاي وجلسات «النوبة» إحدى ركائز مائدة رمضان يحرص الصائم بالأقاليم الصحراوية على التشبث بثقافة وتقاليد السلف من آبائه وأجداده ، خاصة في شهر رمضان الأبرك ، حيث يشكل حضور ما تيسر له من دروس دينية، ثم الانصراف إلى العبادات، وأداء الفرائض في ورع وتقوى كما يليق بشهر رمضان الكريم، احدى السمات الأساسية التي تلازم مجتمع البيضان بثقافة أهل الصحراء وكما دأبت على ذلك ممارسات الخلف الصالح ، فضلا عن التقاليد الموروثة والتي لا تعني أن شهر رمضان بالأقاليم الجنوبية كله لهو وأكل وشرب.
تختلف استعدادات رمضان عند أهل الصحراء في المغرب، خصوصاً وأن عادات الأكل والشرب في رمضان لا تختلف عن باقي أيام السنة، فلا يتم التحضير لهذا الشهر الكريم بشكل خاص، أو في وقت مبكر، اللهم بعض التغييرات الطفيفة إذ ينصرف الجميع إلى أشغالهم حتى يعلن عن إقبال شهر الصيام فيتسابقون لتبادل التهاني في خشوع وابتهال، ثم يعود كل واحد بعد ذلك ليضع آخر اللمسات على مائدة أول سحور في رمضان، والتي لا تختلف عادة عن وجبة عادية تكون في غالب الأحيان دسمة يتأخر تحضيرها بعض الشيء؛ حتى يستأنس الكبار والصغار بعادات هذا الشهر الاستثنائي.
استعدادات رمضان تبدأ متأخرة جداً في الصحراء، حتى أن بعض الأسر تستعد قبل اسبوع أو يومين، وتتميز مائدة الإفطارعلى لحم وكبد الابل وخاصة الحساء بنوعيه الأحمر المعد من دقيق الشعير، أو الأبيض المعد من الحليب والشعير المحمص، وتمر، وحليب، وحلويات جافة، ومقبلات، على أن يكون محور هذه المائدة قدح اللبن الطازج، أو ما يطلق عليه بالحسانية «الزريك»، الذي يستند إلى مشروب مخفف بالماء والسكر المضاف إلى حليب النوق «الفريك»، أو الماعز، وتتناقله الأيدي حسب موقع جلوس الصائم من اليمين إلى اليسار، على الطريقة العربية ، وقد تخلو مائدة الإفطار تماما من "الحريرة" و"المسمن" و"البغرير" و"البطبوط" وغيرها من العناصر الأساسية المكونة لموائد الإفطار بمدن وسط وشمال المملكة، بل سنجد مكانها مكونات غذائية أخرى تحمل أسماء قد يجهلها الكثير من المغاربة والتي تعتبر من أساسيات مائدة الافطار مع غياب مادة الملح بشكل نهائي.