يتأكد دائما الدور الكبير الذي يقوم به جلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس في دعم القضية الفلسطينية بصفة عامة وقضية القدس والمقدسات بصفة خاصة... فقد أنجز بيت مال القدس مشاريع هامة بغلاف مالي وصل 5 ملايين و 700 ألف دولار، سنة 2009، و 12 مليون دولار برسم سنة 2010 ساهم فيها المغرب بأكثر من النصف. كما أن الموارد الرسمية لوكالة بيت مال القدس يساهم فيها المغرب بنسبة 55%. ويوم الخميس الماضي قدم جلالة الملك محمد السادس للمدير العام لوكالة بيت مال القدس شيكا بمبلغ 50 مليون درهم من ماله الخاص كمساهمة إضافية لدعم قدرات المقدسيين الذين يعانون من السياسة الاسرائيلية الشرسة التي تمس بالمقدسات، كما سبق لجلالة الملك أن تبرع السنة الماضية من ماله الخاص بمبلغ 5 ملايين دولار لإعادة بناء كلية الزراعة في قطاع غزة التي هدمتها قوات الاحتلال الاسرائيلي. وتجسد التفاتة جلالة الملك الدور الفعال والمباشر الذي يقوم به المغرب لدعم القدس وسكانه بالعمل الملموس بعيدا عن الشعارات حيث لايتوانى البعض في انتقاد المغرب ودوره الحاسم في هذا الدعم، في حين يركن هؤلاء مكتفين بترديد الشعارات التي لا تقدم ولا تؤخر، وكيل الاتهام للمغرب الذي لا يفتأ يقدم دعمه المادي لبيت مال القدس، والمساهمة الشخصية لجلالة الملك رئيس لجنة القدس والدعم المعنوي الذي يقدمه الشعب المغربي بمواقفه المؤيدة للقضية الفلسطينية وفي مقدمتها القدس . مناسبة هذا القول يقتضيها الإدعاء الذي تلفظ به نكرة مصري متهما المغرب بالتقصير في خدمة القدس وهو الإدعاء الذي تفنده هذه التضحيات التي يقوم بها المغرب وكذا الشهادات المختلفة التي عبر عنها العديد من المسؤولين والفاعلين الفلسطينيين ، فقد أشاد الدكتور يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى بجهود جلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس في دعم القضية الفلسطينية وانجازات المغرب في القدس وصمود المقدسيين ودعم ثباتهم فوق أرضهم المباركة في وجه الهجمة الإسرائيلية المتسارعة لتهويد المدينة المقدسة. وكما أكد سفير دولة فلسطين في المغرب السيد أحمد صبح أن الدعم القوي الذي يقدمه جلالة الملك محمد السادس يشكل رسالة سياسية هامة تؤكد المساندة القوية لصمود المقدسيين ولبناء المؤسسات الفلسطينية، وقال إن المبادرات التي مافتئ جلالة الملك يقدمها في هذا المجال تعد محل تقدير من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومن كل الفلسطينيين لأنها تثبت أنهم ليسوا وحيدين في مواجهة الاحتلال وسياساته من استيطان وتهويد وحصار. لقد حظيت وكالة بيت مال القدس من طرف جلالة الملك بميزتين أولاهما اهتمام جلالته الشخصي المباشر بعمل الوكالة ونشاطها وتوفير المقر والدعم اللازم لها، وثانيتهما توجيه جلالته الوكالة نحو العمل الميداني والاجتماعي الهادف إلى إنجاز مشاريع ملموسة تخدم سكان القدس الشريف خدمة مباشرة في جميع الميادين. كما أن رئاسة جلالة الملك محمد السادس للجنة القدس منحها ميزة كبيرة، فاهتمام جلالته بالقدس وأوضاع المقدسيين يجسد بجلاء الارتباط الروحي المتين الذي جمع المغاربة على مر العصور بالمدينة وبالمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، إذ ما تزال قبور الأجداد ومآثرهم شاهدة على هذه العلاقة المتميزة، التي تبرز حجم التضحيات التي يمكن أن يقدمها المغاربة في سبيل القدس الشريف.