في المسيرة الشعبية التي دعت إليها الأحزاب السياسية المغربية دفاعا عن وحدة المغرب الترابية والتي نظمت يوم الأحد الماضي بالدارالبيضاء، تكلمت إحدى النساء المغربيات المشاركات في المسيرة وصرحت للقناة الأولى وقالت بالأمازيغية «نكي داري كوز إفرخان ايو يخدن كلو ديدي ريغ تكا لوقت أكال زدارخ أداسن كلو هدوخ واخا وراد كيس إقاما حتى يان» ، وقد استطاعت هذه المرأة بأمازيغيتها التعبير عن وطنيتها، مؤكدة أنها مستعدة للتطوع بفلذات كبدها أي بأبنائها الأربعة خاصة حين يتعلق الأمر بالقضية الوطنية وقد وظفت مصطلح «أكال» لتعني به الوطن. في مثل هذه اللحظات وكيفما كانت لغة التعبير يمكن الجزم بأنه بإمكان أي كان استيعاب وفهم ما صرحت به هذه المرأة لأنها استطاعت أن توظف إلى جانب لغتها الأمازيغية العديد من الإيحاءات التي توضح مدى تأثرها ومدى استعدادها للتضحية في سبيل الوطن من خلال تقاسيم وجهها ونبرات صوتها الشيء الذي يبرهن أنها مدركة حق الإدراك لما صرحت به. إن هذه المرأة نموذج واحد من النماذج الكثيرة في المغرب أمازيغيات وغير أمازيغيات لا تساوي أرواح أبنائهن أمام القضايا الوطنية شيئا. لكن أن تختار هذه السيدة الأمازيغية للتعبير بكل صراحة عن وطنيتها ففي ذلك دلالة عميقة بالإضافة إلى الكشف عن غيرتها وحبها ودفاعها عن وحدة المغرب الترابية وربما هي تعلم أن الأمازيغية هي اللغة التي تسعفها أكثر لإيصال رسالتها ولو أن اختلاف اللغات في الكثير من الأحيان وفي العديد من القضايا يصبح متجاوزا خاصة إن كان الأمر مرتبطا بوحدة الصف المغربي.