تحدث مركز دراسات أميركي عن عزم مجموعة من الضباط الليبيين الإطاحة بالعقيد معمر القذافي الذي يبدو مصرا على البقاء في السلطة رغم تواصل الاحتجاجات في مختلف أنحاء البلاد للمطالبة برحيله. وأشار مركز ستراتفور إلى أن مجموعة من الضباط الليبيين يعدون خططا للإطاحة بالقذافي، والعودة إلى ليبيا لإحياء مجلس قيادة الثورة لتولي السلطة في البلاد التي تشهد منذ 17 فبراير احتجاجات ضد القذافي الذي يحكم البلاد منذ نحو 42 عاما. وحسب ذلك المركز، فإن الأسماء المتداولة للمشاركة في الإطاحة بالقذافي، بينها وجوه من الضابط الأحرار الذين شاركوا إلى جانب القذافي في الإطاحة بالنظام الملكي في البلاد والاستيلاء على الحكم عام 1969. وأوضع المركز أن تلك المجموعة كانت تجري اتصالات على هامش اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن تطورات الأوضاع في ليبيا ، حيث تشير التقارير إلى أن مئات المتظاهرين قتلوا جراء استعمال السلطات للقوة. ويسعى أولئك الضباط للتأكد من أنهم لن يتعرضوا للقصف من طرف سلاح الجو الليبي الذي لا يزال مواليا للقذافي بعد الانشقاقات التي حصلت في باقي صفوف الجيش على غرار ما حصل في السلك الدبلوماسي وأجهزة حكم أخرى. ويرى مركز ستراتفور أن الوضع في ليبيا مختلف تماما عن مصر ، حيث إن الشعب المصري رحب بدخول الجيش على خط الأزمة، وإن الجيش بدوره استعمل المظاهرات لتسهيل رحيل الرئيس المخلوع حسني مبارك. في مقابل ذلك، يقول المركز إن الشعب الليبي يكره بشدة المؤسسة العسكرية، واستبعد بالتالي أن يحظى جيش الجماهيرية بنفس الدعم الشعبي الذي حظي به الجيش في مصر. وأشار المركز إلى أن الخطاب، الذي ألقاه القذافي الثلاثاء الماضي ، لم يكن مفاجئا ، لأن الزعيم الليبي قائد فخور جاء للحكم عبر انقلاب عسكري قبل أربعة عقود، وهو لا يزال ضابطا شابا، وبالتالي فإنه من غير المرجح أن يهرب خارج ليبيا ، وإن ذلك لا يعني أنه بإمكانه البقاء في الحكم. وحسب المركز، فإن الوضع في ليبيا أصبح غامضا في ظل الانشقاقات في صفوف الجيش، وخروج مناطق واسعة من شرق البلاد عن سيطرة النظام الحكام، وانقلاب مجموعة من القبائل على القذافي. ويخلص المركز إلى أن أنه في غياب قيادة على رأس المؤسسة العسكرية في البلاد، فإن ضباط الجيش قد يصبحون موالين لقبائلهم ، وهو ما يعزز المخاوف من دخول البلاد في أتون حرب أهلية.