ما وقع في مهرجان تخليد الذكرى 37 لرحيل أحد أبرز الوجوه الوطنية والسياسية والثقافية والإسلامية المغربية الزعيم علال الفاسي بمدينة المحمدية يوم الجمعة الماضي يكتسي خطورة بالغة جدا، حيث اندست مجموعة قليلة من الشبان داخل الآلاف من المواطنين ومن المناضلين الاستقلاليين الذين حجوا إلى هذا المحفل من مختلف أنحاء المغرب وبادروا برفع شعارات ركزت على مسؤولية تحقيق التنمية بمدينة بن سليمان. سأصر على الفهم بأن الأمر لا يتعلق أبدا بجهة خفية، استعملت هؤلاء الشبان حطبا في الحرب العنيدة الشرسة التي تقودها ضد الأحزاب الوطنية وضمنها أو في مقدمتها حزب الاستقلال. وسأصر على استبعاد إمكانية تورط حزب الأصالة والمعاصرة في هذا الحادث وسأكتفي بالقول إن الأمر يتعلق بمجموعة قليلة من الشبان أرادوا التعبير عن آرائهم بكامل هذه الحرية واختاروا هذا المحفل لاقتراف ذلك. لكن، هل نسلم بكل هذه البساطة بأن يقدم قلة قليلة من الشبان، حتى وإن كانوا كثر أن يشوشوا ويعملوا على إفشال نشاط مركزي لحزب سياسي؟ لا أعتقد أن حرية التعبير تسمح لهم بذلك، الحمد لله أنهم فعلوها مع حزب ناضج، يوجد به مناضلون راشدون حالوا دون أن تتجه الأمور إلى ما لا تحمد عقباه، خصوصا حينما أصر كثير من المناضلين على محاسبة هؤلاء الشباب على تصرفهم الذي تعمد الإساءة إلى نشاط حزبي. هذه ليست حرية، هذه فوضى حقيقية، هذا مظهر من مظاهر الإرهاب الفكري الذي لا يختلف صاحبه عن الإرهابي الذي فجر مقهى أركانة.