في أول يوم رمضان في مصر الثورة، الشوارع كادت أن تكون شبه خالية، حيث فضل الصائمون عدم النزول من بيوتهم خوفاً من حرارة الجو والعطش حتى يستطيعون التأقلم مع الصيام، لكن رغم ذلك كان ميدان التحرير على موعد مع حدث ساخن ومشتعل، فبعد أن طال اعتصام البعض، جاء قرار الحكومة أخيراً وبعد 30 يوماً بفض الإعتصام بالقوة، حيث داهمت قوات الشرطة العسكرية وقوات الأمن المركزي ميدان التحرير، بعد ظهر الإثنين، وقامت القوات بمطاردة المعتصمين في الشوارع المحيطة بالميدان، وأجبرتهم على الخروج من مسجد عمر مكرم وتمكنت القوات من القبض على حوالي 82 شخصاً ممن وصفتهم بمثيري الشغب. وأثار دخول قوات الجيش المصري للمسجد بأحذيتهم حفيظة الكثيرين من المصريين فيما أدان عدد من ائتلافات شباب الثورة فض الإعتصام بالقوة، مطالبين بالإفراج الفوري عن المعتقلين، خاصة الأطفال منهم،و جاء تصريح الدكتور علي السلمي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير قطاع الأعمال العام، مفسراً لما جرى عصر أول يوم في شهر رمضان، بأنه كان يجب أن يحدث مبكراً، خاصة بعد انسحاب جميع الائتلافات والأحزاب، حيث بقى أشخاص غير معلوم لأي تيار ينتمون. وأكد السلمي، أن فتح الميدان عن طريق القوات المسلحة لا يعد تدخلاً من الجيش في الشأن السياسي، لأن المعتصمين جعلوا من الوضع العام لمصر والخاص بالميدان "غير كريم". وأضاف السلمي، أن الإعتصام في التحرير في أول أيام شهر رمضان المبارك وضع غير صحيح، خاصة بعد مغادرة القوى السياسية للميدان فجر الإثنين، مشيراً إلى أنه كان مطلوباً فتح الميدان أمام السيارات والمشات والمحلات التجارية فقط، لافتاً إلى أن الشرطة العسكرية لم تقم بهذا الإجراء إلا بعد تكرار المطالبة بفتح الميدان. وبرر السلمي، ما قامت به قوات الأمن بأنه إجراء طبيعي وصحي، قائلا: إن الإعتصام السلمي لا يضر أحد ويجب ألا يعطل المرور وحركة الإقتصاد، وهو ما لم يتحقق من المعتصمين داخل الميدان، رافضاً وصف ما حدث بأن الدولة لجأت لفض الإعتصام بالقوة، لأنه لم يكن هناك اعتصام حقيقي من الأساس. ومن التحرير إلى منطقة أبو قتادة، حيث حصلت مشاجرات بين مجموعة من بلطجية منطقتي أبو قتادة والمشابك، لمحاولة كلا الطرفين فرض سيطرته على الآخر، وهو ما واجهته قوات الأمن بالقبض على 28 متهماً بالتورط فى الأحداث. أما منطقة السيدة زينب فلقد سيطرت الأجهزة الأمنية وقوات الجيش على أحداث الشغب بهذه المنطقة، بعد نشوب مشاجرة بين الباعة الجائلين وأصحاب محلات بمنطقة الدرب الجديد بالقرب من ميدان السيدة زينب بوسط القاهرة، حيث افترش عدد من الباعة الجائلين بضائعهم أمام المحلات التجارية، مما أدى إلى هذه المشاجرة التي أصيب فيها عدد منهم، بعضهم إصابته خطيرة. كما أسفرت المشاجرة عن وقوع عدد كبير من المصابين بين المارة ومجندين الأمن المركزي الذي تم نقلهم إلى مستشفيات أحمد ماهر والمنيرة لتلقي العلاج لوجود عدد كبير منهم في حالة خطرة إثر إصابتهم بطلق ناري أثناء إطلاق النار بين طرفي المشاجرة ولا توجد أي حالة وفاة حتى الآن. وفرضت قوات الأمن مع الجيش حزاما أمنياً حول ميدان السيدة زينب الذي نشبت فيه المشاجرة وتم غلق جميع الشوارع المؤدية إلى الميدان، كما تم إلقاء القبض على عدد كبير من طرفي المشاجرة وحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.